منوعات

النساء المنسيات في استكشاف الفضاء عملن كـ “حاسبات آلية”

“أحصيت كل شيء. أحصيت الخطوات في الطريق، والخطوات إلى الكنيسة، وكل الأطباق والأواني الفضية التي  غسلتها… اي شيء يمكن ان يحصى ،أحصيته “

-كاثرين جونسون

 

ما لا يعرفه الناس أن هناك عالمات رياضيات عملن في الظل كـ ”حاسبات آلية” من أجل تحقيق حلم غزو الفضاء الذي يتصدر واجهته الرجال. ارتبطت اكتشافات الفضاء وعلوم الفلك والرياضيات والهندسة في الغالب بأسماء الرجال ممّا جعل هذه المجالات تبدو وكأنها ذكورية بحتة، أما النساء اللواتي لعبن دوراً حيوياً في صناعة التاريخ المبهر لوكالة الفضاء الأميركية ناسا لأكثر من قرن من الزمان، فلم يتم الاعتراف بإنجازاتهم إلا بعد سنوات طويلة من الإقصاء والتهميش.

حاولت دافا سوبيل رد الاعتبار للقوى الأنثوية الخفية في كتابها “كون زجاجي” وأكدت سوبيل على أهمية الأدوار التي قامت بها النساء الحاسبات في تلك الفترة وتأثيرها على اكتشافات الفيزياء الفلكية الحديثة، إلا أن تكريم هؤلاء النساء اللامعات اللاتي ساعدن في تغيير طريقة فهمنا للكون تأخر لعقود من الزمن.

في الأيام الأولى للرحلات الفضائيَّة لم تكن أجهزة الكمبيوتر الإلكترونية مكتشفة، فتم استخدام فرق من النساء لإجراء عمليات حسابية طويلة ومملة في بعض الأحيان.

ففي عام  1935 قام عدداً من النساء الأميركيات السوداوات بالحسابات التي كانت تُحسب باليد و بالاعتماد على أدوات بسيطة، لا تتعدى الورق والأقلام، وأحيانا على حاسبات بدائية تسمى سلايد رول.

وكان عملهن كما قالت مؤلفة الكتاب “مبتكرا”، إلا أنه عُدَّ أقلّ أهمية من منجزات المختبر الأخرى، وتقاضين من أجله أجوراً أدنى بكثير من أجور الرجال، ولكنه بالنسبة إليهن عدّ مسألة حياة أو موت، فكن يعقدن “سباقات حسابية” لحل المسائل الرياضية المعقَّدة حتى أثناء عطلهن. وعلى الرغم من اتساع شعبية حركة تصويت النساء في أميركا، يتزايد تهميش النساء ذوات الأصل الأفروأميركي  ولم تُثنهن مثل هذه الصعوبات عن موقفهن.

وخلال عشر سنوات لم يكن فريق العلماء من النساء البيض، يعلم بوجود زميلات لهنّ من ذوي البشرة السمراء، وظل هذا الانفصال قائما حتى السنوات الأولى من عقد الخمسينات من القرن العشرين.

كاثرين جونسون

كـ “جهاز كمبيوتر”، قامت كاثرين بحساب مسار آلان شيبارد، أول أمريكي في الفضاء. وحتى بعد أن بدأت وكالة ناسا استخدام الحواسيب الإلكترونية، طلب جون غلين أن تقوم كاثرين شخصياً بإعادة فحص الحسابات التي أجرتها أجهزة الكمبيوتر الإلكترونية الجديدة قبل رحلته بالمركبة الفضائية Friendship 7 في فبراير عام 1962، وهي المهمة التي أصبح فيها أول أمريكي يدور حول الأرض. مؤكداً أن وجودها بجانبه كان من ضمن شروطه للعمل، حيث كان يردد على حد قولها:

“فلتحسب الفتاة الأرقام وتراقب التوقيت. إذا قالت الفتاة إن كل شيء على أحسن ما يرام فأنا مستعد”.

وفي نوفمبر 2015 منح الرئيس باراك أوباما جونسون وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى تكريم مدني في البلاد. وفي مايو 2017 حضرت حفل وكالة ناسا بمناسبة الذكرى الـ55 لرحلة شيبرد التاريخية الذي تم فيه تخصيص 30 مليون دولار لبناء مؤسسة لبحوث الكمبيوتر وتسميتها باسمها.

 

وكذلك كشفت ناتاليا هولت إنجازات هامة لشخصيات لم تكن معروفة بالنسبة إلى الرأي العام مثل باربرا كانرايت وسوزان فينلي وهيلين لينغ اللائي أجرين حسابات مصيرية وساعدن في إطلاق صواريخ وقاذفات قنابل وأول قمر صناعي أميركي مخصَّص للتحكم في البعثات المرسَلة إلى القمر وتوجيه العربات الآلية التي تستكشف المريخ اليوم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى