عام

عبدالله القصيمي، قصة إلحاد وحكاية ملحد

هذا مقال يحكي قصة إلحاد عبدالله القصيمي، ويحاول فهم الأسباب التي أدت إلى انحرافه وخروجه عن دائرة الإسلام … هذا المقال هو مجرد محاولة للفهم لا غير، لعلنا نصل من خلال هذه المحاولة إلى نتائج معقولة يمكن اعتبارها أسبابا يمكن الإطمئنان إليها في حدوث هذه الظاهرة الغربية من عالم نجدي ارتكس في حمئة الإلحاد !!!

اللهم ربنا ثبت قلوبنا على الإيمان ، ولا تزغها بذنوبنا ، ولا تسلط علينا من الأفكار من يحرف أذهاننا إلى الظلام والردى .

ربنا إننا ضالون إذا استغنينا عن هداك ، حيارى أن بعدنا عن لطفك ورحمتك ، تائهين إن اغتررنا بأنفسنا القاصرة المقصرة .

ربنا … ربنا … ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاكتبنا مع الشاهدين المؤمنين الصادقين … آمين.

تحية طيبة وخالصة للجميع …

بيدي موضوع طالما تسائل عنه كثير من الناس ، وأخذ الإنسان منا يفكر فيه سواءا من أجل التطفل أم من أجل الحقيقة الغائبة عنه !

لقد طرحت سؤالا لجميع الإخوة عن ( عبد الله القصيمي ) طالبا منهم تدوين ما يعرفوه عن هذا الرجل وعن هذا المفكر .

وكانت هناك مشاركات جيدة ومتواضعة لا شك انها لم تكتب بعد بحث وتمحيص بل كتبت من ذاكرة مكدودة بالأشغال الكثيرة .

ولا شك أن اسلوب السؤال والإثارة من الأساليب الجيدة لتصور ما يمكن تصوره من الخلفية المعرفية لدى من سيطرح عليهم موضوع السؤال المثار .

عندها احببت أن اشارك مشاركة متواضعة اسهم فيها ببيان بعض الماضي الميت ، والذي يجهله البعض ومنهم (صخرة الخلاص – رينيه ديكارت – الملاك الطائر ) الى وقت قريب !

( عبد الله القصيمي … مفكر … في سطور )

أحب أن أبدأ حديثي عن عبد الله القصيمي بمقولة للمفكر الشهير (ول . ديورانت ) في كتابه ( قصة الفلسفة ) … عندما يتحدث عن الفيلسوف – اسبينوازا اليهودي – يقول :

(وهنا نعلم أن أكثر الناس شكا في الدين هم رجال الدين أنفسهم لأنهم اطلعوا على حقيقة الدين !)

ويقول الإمام الماتريدي في كتابه (التوحيد ) وهو يتحدث عن ايمان العوام … يقول :

(مع اختلاف الناس الشديد إلا انهم متفقون على شيء واحد ! أن كل واحد منهم يرى أنه على حق ويرى الباقين على باطل ! )

من هذا المدخل أقول :

يتعجب البعض عندما يقرأ أو يسمع نبأ إلحاد رجل مثل الشيخ عبد الله القصيمي !

فمن عالم في الدين ينافح عنه ويناضل في سبيله إلى ملحد !

هل كان ملحدا من الأصل ؟

أو هل هو عالم ؟

هناك اسئلة كثيرة يبحث الإنسان لها جوابا … فيهتدي أو يضل عن الجواب ..

نقول :

لقد كان عبد الله القصيمي طالبا للعلم ومتميزا وكان منذ نعومة أظفاره وهو يشتعل ذكاءا ويتقد عبقرية .

وشب مسلما متدينا متحمسا للدين والدفاع عنه ، ألف كثيرا من المؤلفات للدفاع عن الإسلام والدعوة الوهابية والتصدي لأعداءها من الباطنية والملاحدة .

كان القصيمي يتمتع بذكاء وعبقرية وأسلوب ساحر جميل ، فهو أديب من الطارز الأول ومفكر من الدرجة الثانية .

يقول في حقه الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري :

(إن صحراء المنطقة الوسطى من الجزيرة العربية أنجبت مفكراً مليح الأسلوب ، أشهد أنه يتفنن في عرض دعاوى الفلاسفة والعلماء الماديين من أمثال بخنر وسارتر… القصيمي يتقن رسم الصور ويسرف في الخيال ويغني وينوح إنه فنان متمزق إنه أديب ساخر ساحر )

ساهم القصيمي في الدفاع عن الاسلام فألف كتب عديدة في الرد على الرافضة ، وألف كتبا تصدى فيها للملاحدة الذين يتصيدون في الأحاديث التي فيها اشكالات ظاهرية … وهكذا كان سجل القصيمي حافلا بالملاحم والجهود في خدمة الإسلام .

كانت نشأة عبدالله القصيمي في الجزيرة العربية ، وفيها ترعرع وفيها رضع فكره …

من هو هذا الملحد القصيمي المليح ؟

هو / أبو محمد عبدالله بن علي الصعيدي القصيمي أحد رجالات الدعوة الوهابية ومن المناضلين عنها .

قال عنه الشيخ ابراهيم عبد العزيزالسويح النجدي :

(هو الذي لقب نفسه بالقصيمي وإلا فلا يعرف له نسب من جهة أبيه في القصيم )

كتب في مرحلته الأولى كتب عديدة في خدمة الاسلام ومنها كتابه ( الصراع بين الإسلام والوثنية ) وهو كتاب في الرد على الشيخ الرافضي محسن الأمين الذي أزرى على الدعوة السلفية وعلى دعوة الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب وعلى حكامها من آل سعود .

وقد كتب من هذا الكتاب (الصراع ) جزئين وكتب في آخر الجزء الثاني عبارة ( تم الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث إن شاء الله … عبدالله القصيمي – القاهرة )

ولكن القصيمي ألحد وانحرف فلم يكمل هذا الكتاب العظيم !

وقد قال لي من أثق به في المصادر والمخطوطات : أن الكتاب كامل وأنه طبع في هذين الجزئين .

أحدثت جهود القصيمي آثارا طيبة في نفوس العلماء والمفكرين المناصرين لدعوة الحق فقال في حقه فضيلة الاستاذ الشيخ حسن القاياني :

(معسكر الاصلاح في الشرق … قلبه هو السيد القصيمي نزيل القاهرة اليوم ، نجدي في جبته

وقبائه ، وصمادته وعقاله ، اذا اكتحلت به عيناك لأول التماحته ، قلت : زعيم من زعماء العشائر النجدية ، تخلف عن عشيرته ، لبعض طيته ، حتى اذا جلست اليه فأصغيت الى حديثه الطيب أصغيت الى عالم بحر يفهق بعلم ديني واجتماعي .

تعرفت الى العلم النجدي القصيمي ، فجلست اليه مرة ومرة ، ثم شاهدته كرة ، فناهيك منه داعية اصلاح ، أكثر ما يلهج به الشرق وأدواؤه وجهله ودواؤه .

لم أقض العجب حين شهدت القصيمي من عربي في شمائله ، ملتف في شملته ، يروعك منه عالم في مدرسته ، كاد يحيلني شرقيا بغيرته الشرقية ، وقد بنيت مصريا .

حيا الله السيد القصيمي ، ما اصدق نظرته الىالحياة وأبعد مرماه في الهداية )

المصدر : مجلة المقتطف . العدد الصادر في 10 فبراير 1947 ( نقلا من مقدمة الكتاب )

وقال أيضا في مدح القصيمي الاستاذ الجليل الشيخ (عبد الظاهر أبو السمح ) امام المسجد الحرام وخطيبه ومدير دار الحديث بمكة …. يقول :

ألا في الله ماخط اليراع …. لنصر الدين واحتدم الصراع

صراع لا يماثله صراع …. تميد به الأباطح والتلاع

صراع بين اسلام وكفر …. يقوم به القصيمي الشجاع

خبير بالبطولة عبقري …. له في العلم والبرهان باع

يقول الحق لا يخشى ملاماً …. وذلك عنده نعم المتاع

يريك صراعه أسدا هصورا …. له في خصمه أمر مطاع

كأن بيانه سيل أتيّ …. تفيض به المسالك والبقاع

لقد أحسنت في رد عليهم …. وجئتهم بمالا يستطاع

(الى آخر القصيدة ……. والقصيدة طويلة )

وقال في حقه – متأسفا على إلحاده – الشيخ (أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ) :

( أرجو له في شخصه أن يهديه الله للإيمان قبل الغرغرة ، فتكون خاتمته حسنة إن شاء الله ، فإن هذا الرجل الذي ألف ” الصراع بين الإسلام والوثنية ” ممن يؤسف له على الكفر )

هذا هو أبو محمد عبدالله القصيمي قبل أن يتحول من دائرة الإسلام الى خارجها !

ألف القصيمي عدة كتب قبل إلحاده ومجاهرته وإعلان الإنسلاخ من الدين ……. ومنها :

(1) الصراع بين الإسلام والوثنية . (وهو من أشهر كتبه قبل التحول )

(2) البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية .

( وهو كتاب يرد فيه على من يدعي جواز التوسل بالبشر )

(3) مشكلات الأحاديث النبوية وبيانها .

( وهو كتاب يرد فيه على علماء المادة والملاحدة ، ويبين أن لا تناقض بين الأحاديث النبيوية والعلم الحديث ! )

(4) الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم .

(5) شيوخ الأزهر .

(6) الثورة الوهابية .

(7) نقد كتاب (حياة محمد ) .

هذا هو انتاج القصيمي قبل بروزه في الإلحاد وظهور الردة منه ، وإن كان بعض هذه المؤلفات قد ظهر فيها رائحة الإنحراف وخاصة الثورة الوهابية .

والسؤال هنا هو /

ماهو السبب الحقيقي وراء هذه الإنتكاسة لعالم كبير كان من علماء ومفكري الجزيرة ؟

هل كان السبب الحقيقي وراء انتكاسته هو غروره ؟ هل هذا سبب مقنع ؟

هل كانت هذه الإنتكاسه مفاجأة وتكون بعلم الحساب انتقال عكسي 180% ؟

أم هي عملية انتقال بطيئة وبشكل تدرجي ، ولم يظهر منها إلا نتائجها المخيفة والتي أعلن عنها صاحبها في كتابه ( هذه هي الأغلال ) ؟

أم أن الشك موجود عند غيره من العلماء ولكن القصيمي أبى الخنوع والركوع لسلطان الخرافة فأعلن الثورة وبدأ التمرد ؟

وعلى هذا يكون جميع العلماء شكاكا ! ويكون القصيمي أشجعهم فقط !

هل كان القصيمي مقتنعا فعلا بإلحاده وببطلان الأديان ؟

أم هي ردة فعل عكسية حمقاء كانت نتيجة ضغوط نفسية متراكمة عند القصيمي ؟

وهل كان القصيمي مقتنعاً فعلا – قبل إلحاده وايام دفاعه عن الإسلام – بتدينه وايمانه ؟

أم أنه في الأصل غير مقتنع !

بل كانت المسألة بالنسبة له ولغيره مسألة وراثة ، والخروج عن الموروث عار والعار فضيحة ، والفضيحة حرمان ، فالأفضل مغالبة الوساوس الشيطانية والركون الى التقاليد الموروثة ؟

هناك آراء متفاوته ومتضاربة أحيانا حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة الإلحادية القصيمية المتمثلة في شخص (أبو محمد القصيمي ) !

ولا أزعم أننا وأنا (صخرة الخلاص ) البسيط في علمه ، والفقير في معرفته ، الساذج في طرحه ، صاحب البضاعة المزجاة في هذا العلم – لا أزعم أنني سأحصل على نتائج يقنية أو حتى أولية.. فقط ما سأعمله هو محاولة الفهم لا غير !!!

– فهناك ( نظرية أولى ) :

مفادها أنه يستحيل أن ينقلب متدين متمسك إلى ملحد مرة واحدة ؛ كما يستحيل أن ينتقل البندول من أقصى اليمين إلى أصى اليسار دفعة واحدة ، لا بد من التدرج ولا بد من الاستدراج .

وعلى هذه النظرية يكون القصيمي بدأ مخلصا لدينه موقنا لعقيدته ، لكنه مع الزمن وشيئا فشيء بدأ يتساقط أمام سلطان الشك وبريق الريب والزيغ ، وضلت بذرة الشك كامنة حتى استحكمت وتمكنت فيه جيدا فأعلن إلحاده !

يقول الأستاذ عبدالله بن علي بن يابس ( وهو صديق القصيمي وصاحبه في أسفاره ) في كتابه ( الرد القويم على ملحد القصيم ) ما نصه :

(كان القصيمي منذ أكثر من خمسة عشر عاماً تقريباً ، يجادل في البديهيات الدينية ، حتى أشتهر بكثرة جدله في الأمور الضرورية ، وحتى كان يجادل بعض جلسائه في وجود نفسه ، وحدثني صديق حميم من العلماء الأفاضل قال :

كان القصيمي يأتي إلي منذ خمسة عشر سنة تقريباً ويصرح لي بأنه تعتريه الشكوك إذا جن الليل ، فيسخن جسمه ، ويطير النوم من أجفانه .

قال : وكان يجادلني في الله ، وفي النبي محمد ، وكان يمتلأ بغضاً له وأحتقاراً ، وكنت أجيء لزيارتكم فأجده يقرأ في صحيح مسلم مع بعض الأخوان ، فترجع نفسي قائلة : لعلها وساوس وليست عقائد )

فهذا الرأي يبين لنا أن القصيمي المسكين كان مع دفاعه عن السنة وصاحبها عليه الصلاة والسلام وعن الإسلام وأهله كانت تأتيه نوازع شيطانية ، ووساوس ، فتكدر عليه صفو الحياة وتسخن جسمه المسكين ، وتطير من عينيه النوم اللذيذ كل ذلك بسبب ما يجده في هذا الشك من ألم وشقاء وحسرة تجعله لا يتلذذ بنومه بل جسمه ينتفض ويسخن لذلك … ولكن الشك القاتل جندله صريحا خرير الدم والعقل والروح في بلاط الإلحاد !!!

– وهناك ( نظرية ثانية ) :

مفادها كما عبر عنها المفكر الشهير (ول . ديورانت ) في كتابه ( قصة الفلسفة ) … عندما يتحدث عن الفيلسوف – اسبينوازا اليهودي المرتد – فيقول :

(وهنا نعلم أن أكثر الناس شكا في الدين هم رجال الدين أنفسهم لأنهم اطلعوا على حقيقة الدين !)

وعلى ضوء هذه النظرية يكون القصيمي – بحكمه عالما – وغيره من العلماء هم في الأصل شكاكاً فكلما تقدم الإنسان في العلم زادت المسائل المستعصية أمامه وزادت حيرته وقلقة وريبته ، فكم من العلماء المتشككين ! وكم من المفكرين المرتابين ! وكم من الشخصيات القلقة الخاضعة تحت سلطان الشك المميت !

ولكن البعض يواجه هذا الطوفان العارم بالهروب إلى التسليم الأعمى .

ومنهم من يفر منه بإشغال نفسه وطرد هذه الوساوس .

ومنهم من يتغلب سلطان الشك عليه فيرديه صريعا في ساحة الإلحاد كالقصيمي مثلا …

والفرق بين القصيمي وغيره أن القصيمي – كما تقول هذه النظرية – امتلك الشجاعة الكافية لمواجهة الجمهور المتعنت المتعصب ، وغيره خاف الفضيحة أو خاف من مغرم أو على مغنم !

وحينما يقول هذا المفكر عن الفيلسوف اليهودي المرتد (اسبينوازا) أنه عالم دين وأن سبب إلحاده هو دينه نفسه !

أقول /

قوله هذا صحيح ولا غبار عليه ، بل إنني أعد ذلك شهادة من هذا المفكر على أن الأديان المحرفة

( يهودية أو نصرانية كانت ) تحمل في طياتها بذور الشك والانهيار ، وما اسبينوازا وغيره إلا خير شاهد .

ولكن أن يقوم البعض بسحب القياس والمقولة على الدين الإسلامي ، فهذا باطل لا نرتضيه ، بل نعده كفرا في حكم العقل والنقل !!

كيف ؟

أما من ناحية العقل ، فلا أظن أحدا من العقلاء والحكماء يساوي في نظرته العقلية كل من اليهودية والنصرانية بالإسلام ، وذلك لأن العقل الصحيح الصريح يقطع لزاما بافتراق الإسلام في حكم العقل عن جميع الأديان المحرفة والوضعية .

وليس هذا منا تحكما ولا تعصبا ولا رضوخا لحكم مسبق مبيت … كلا والله !

بل هذا ما شهدت به الأعداء ، من قبل ومن بعد ، وليس قولنا هذا بدعا من القول ولا زخرفا ولا زورا .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ( رضي الله عنه ) مفرقا بين الإسلام وغيره :

( الإسلام يأتي بما تحتار فيه العقول ، لا ما تحيله )

وهذه هي النقطة الجوهرية ، وهي حجر الزاوية وقطب الرحى في قولنا السابق .

فالإسلام لا يعلم الناس المحالات العقلية أبدا ، بل أعظم عقائده فطرية يقينية تسلم بها جميع العقول على تفاوت إدراكاتها .

فليس في الإسلام أسرار ولا طلاسم ولا رموز ولا شعوذات ….. إلخ

فعقيدة الله في الإسلام واضحة سلسلة يسلم بها العقل وتذعن لها النفس .

– وهناك ( نظرية ثالثة ) :

مفادها كما يقول الشيخ ابراهيم النجدي في كتابه ( بيان الهدى من الضلال ) :

( لقد استغرب الناس انقلاب هذا الرجل بهذه السرعة ، وانسلاخه من آيات الله التي تظاهر بنصرها من قبل ، فذهبوا يتساء لون عن الأسباب التي أحدثت هذا الانهيار الخلقي والانقلاب المفاجيء الغريب والانسلاخ البلعامي المنكر ، لأن هذا الرجل كان يتظاهر قبلا بنصر السنة وقد ألف في ذلك كتبا معروفة … وذهبوا يعللون هذا التراجع والتقهقر تعليلات شتى بحسب ما يظهر من القرائن ، فعلل كثير بأنه ارتشى من بعض الدعايات المحاربة للأديان … ! )

وفحوى هذه النظرية ، أن القصيمي انقلب رأسا على عقب بسبب رغبته في المال ، فارتشى من أجل ذلك !!!

وهذا الرأي قابل للأخذ والرد … مع أن (صخرة الخلاص ) يرى أنه رأي مستبعد فلا يمكن لشخص كان يناصر دولة فتية غنية بترولية أن يترك ذلك الجاه والسؤدد وليطلب حفنة مال !

ثم نقول لهؤلاء العوام البسطاء ماذا جنى القصيمي من الأموال نتيجة إلحاده ؟

لقد شرد وطرد وهام على وجهه من بلد إلى بلد ، ومات منفيا وحيدا …

ثم إن هذه الصفة (البرغماتية ) اسبعدها عن القصيمي من خلال تصفحي لآثاره وآثار خصومه .

فهذا الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري يقول عنه :

( ولا أنكر أن القصيمي كان مخلصاً في إلحاده أول الأمر لشبه عرضت له ، وقد لاقى من ذلك مضايقة ومطاردة )

ولندع القارىء الكريم بنفسه يقرأ بنفسه نص للقصيمي يحدثنا فيه عن خواطره واعترافاته …

يقول القصيمي :

( إن ذكرى تفيض بالمرارة والحسرة تعاودني كلما مر بخاطري عصر مشئوم قضيته مسحورا بهذه الآراء – يقصد الدين – وكنت أفر من الحياة ومما يعلي من قيمة الحياة ، فقد كنت لا اجد ما يحملني على أن أرفع قدمي لو علمت أني إذا رفعهتما تكشف ما تحتها عن أعز ما يتقاتل عليه الأحياء !

كان الغرور الديني قد أفسد علي كل شعور بالوجود وبجماله ، وكنت مؤمنا بأن من في المجتمع لو كانوا يرون رأيي ويزهدون زهدي لوقفت الأعمال كلها ، وكنت لا أخالق انسانا رغبة فيما يتخالق الآخرون من أجله ، وكان شعاري في تلك الفترة قول ذلك المغرور المخدوع مثلي :

إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب

فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب

وكان يخيل إلي والى غروري الديني الأعمى أنه لاقوة كقوتي ، لأن الله معي واهب القوى !

فليقو العالم كما يشاء وليجمع من الأسباب ماطاب له فان ذلك كله لا قيمة له ولا خطر بالنسبة الى من استقوى بقوة الله …)

وأنت تلاحظ يا أخي الحبيب أن القصيمي – كما يقول – قد سلك مسلكا ليس هو حقيقة روح الإسلام بل هو أقرب إلى الرهبانية المسيحية والتى ما أنزل الله بها من سلطان .

ولكن ما يهمنا هنا هو مدى مصداقية القصيمي ؟

فأنت تلاحظ أنه وكما ذكرنا سابقا كان صادقا مع نفسه متحمساً للدين والدفاع عنه ، وكما يقول الفيزيائيون : لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار معاكسة له في الإتجاه .

ولذلك قيل : أوغل في الدين برفق ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه .

وليست الوسطية في الأسلام وسطية رياضية ، كأن تكون الخمسة هي وسط العشرة !

ولا هي وسطية تلفيقية كما يفعل بعض المنتسبين للإسلام من خلط الأوراق ، فيخلط الإسلام بغيره من الآراء الفاسدة والأطروحات السامجة ويقول هذا هو الإسلام الوسطي المعتدل !

بل وسطية الإسلام تكمن في حقيقة الروح الإسلامية كما أرادها الشارع وكما بينها صاحب الرسالة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

وسطية تعتمد على القرآن والسنة نصا وفهما …

– وهناك ( نظرية رابعة ) :

مفادها أن القصيمي ، لما ظهر ذكاءه ، وسطعت شمسه ، وأبرقت شهرته ، أغتر بنفسه ، وداخله الكبر والكبرياء ، والكبرياء رداء الله ، ومن نازع الله رداءه قصمه … فكان عاقبة كبره أن خذله الله وتركه ونفسه فآثر الخلود للدنيا فسقط مع الساقطين لما انقطع منه توفيق الله !

يقول القصيمي في مقدمة كتابه (الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم ) :

( لو أنصفوا كنت المقدم في الأمر ولم يطلبوا غيري لدى الحادث النكر

ولم يرغبوا إلا اليّ اذا ابتغوا رشادا وحزما يعزبان عن الفكر

ولم يذكروا غيري متى ذكر الذكا ولم يبصروا غيري لدى غيبة البدر

فما أنا إلا الشمس في غير برجها وما أنا إلا الدر في لجج البحر

متى جريت فكل الناس في أثري وإن وقفت فما في الناس من يجري )

وقال مرة يثني على نفسه بعد قرأ ته لكتاب المتنبي فكتب على هامشه :

كفى أحمدا أني نظرت كتابه لأن يدعي أن الإله مخاطبه

ولو شامني أني قرأت كتابه لقال إله الكون إني وخالقه !!

وقال مرة يثني على نفسه :

ولو أن ماعندي من العلم والفضل يقسم في الآفاق أغنى عن الرسل !

وقد لاحظ العلماء هذا الغلو في الثناء على الذات ، فنبه الشيخ ( عبدالعزيز بن بشر ) أن صاحب هذا الكلام منحرف عن الإسلام ، كما وبخه الشيخ الفوزان ، ووبخه ايضا الشيخ عبد العزيز بن راشد وأخبره أن هذا كفر وضلال وأنه بهذا البيت ينشر لنفسه سمعة خبيثة ، فتراجع وحذف هذا البيت الأخير .

وهذا رأي قابل للنقاش وللأخذ والرد .

– وهناك ( نظرية خامسة ) :

وتقوم هذه النظرية على قاعدة فيزيائية وهي :

( لكل فعل ردت فعل مساوية له في المقدار معاكسة له في الاتجاه)

وتفسير هذه النظرية كما يلي :

تقول أن عبد الله القصيمي – وغيره – كان في طبعه وفي تركيب مزاجه الاندفاعية والثورة .

فهو من ناحية بيولوجية حيوية نفسانية جسدية مفعم بالتمرد والثورة والاندفاع والقوة والهيجان الشديد ، وكان قبل إلحاده متمرد ثائر ضد أعداء الدين بشكل موحش مخيف ، يشتم هذا ويكفر هذا ويلعن هذا ويسخر من هذا ، ويحطم هذا ويمرغ بهذا …. وهكذا !!

اندفاع شديد وقوي ومفعم بالتولد الثوري الدائم …. عبد الله القصيمي – أو من يشابهه – لا يمكن أن يركن أو يسكن فهو دائما دائب كالآلات الشيوعية في عمل دائب دائما ، لا بد له من صراع مع أحد ولا بد أن يفتك بشيء ، بالأمس كان صراعه مع الوثنية واليوم صار صراعه مع الإسلام !

فطبيعة تركيبه العقلي والنفسي تقضي عليه بأن يكون متطرف سواء لليمين أو لليسار ، للإيمان أو للشيطان !

وصدق الحبيب المصطفى حينما قال :

( إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ) .

وكم رأيت أنا من الشباب الذين كانوا في قمة العربدة وفي نهاية التطرف الغير أخلاقي ، وإذا بهم ينقلبون (180%) إلى متدينين أقوياء وأحيانا أكثر من اللازم !

وكم رأيت أيضا من الشباب المتطرف التكفيري الأهوج الأحمق وقد أنقلب رأسا على عقب إلى ماركسي أو ليبرالي أو لا ديني !!

فنسأل الله العافية والسلامة ، ونسأله التوسط الحقيقي بالتمسك الحقيقي بنصوص وروح القرآن والسنة كما تعلمناها من النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكما نقلها لنا أصحابه وأهل بيته والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم جميعا .

فهذه كما ترى مجموعة من المحاولات لفهم السبب الحقيقي وراء انقلاب عبد الله القصيمي ، فيمكنك أن ترفضها كلها ويمكنك أن تقبل منها ما تشاء ، ويمكنك أن تجعلها جميعا اسباب حقيقة تظافرت بمجموعها في اضلال القصيمي عن الصراط المستقيم .

وما محاولتي تلك ولا هذه ولا التي تليهما إلا مجرد ( محاولة للفهم وتقريب وجهات النظر ) فأنا لا أعطي يقينيات ولا برهانيات ولا بديهيات ، بل أقدم محاولات – أظن أنها جادة – للفهم والإدراك والتأمل .

– وهناك ( نظرية سادسة ) :

وأنا أرجحها وأؤيدها بقوة ، وأحتفظ بها لنفسي .

# كتب وجهود عبد الله القصيمي بعد إلحاده :

وأولأنزلاق للقصيمي كتابه ( هذه هي الأغلال ) ثم تلتها مجموعة كبيرة من المؤلفات … ومن مؤلفات القصيمي بعد إلحاده :

(1) (هذه هي الأغلال )

وكتب في الغلاف الخارجي عبارة ( سيقول مؤرخو الفكر إنه بهذا الكتاب بدأت الأمم العربية تبصر طريق العقل ) !

ويقول القصيمي عن كتابه هذا :

( إن مافي هذا الكتاب من الحقائق الأزلية الأبدية التي تفتقدها أمة فتهوى ، وتأخذ بها أمة فتنهض ، ولن يوجد مسلم يستغني عن هذه الأفكار إذا أراد حياة صحيحة ) !

(2) (الإنسان يعصي لهذا يصنع الحضارات )

(3) ( لئلا يعود هارون الرشيد مرة أخرى )

(4) ( فرعون يكتب سفر التاريخ )

(5) ( كبرياء التاريخ في مأزق )

(6) ( هذا الكون ما ضميره ؟)

(7) (أيها العار إن المجد لك )

(8) (العرب ظاهرة صوتية)

(9) (العالم ليس عقلاً)

ويعد هذا الكتاب من أخطر فكره وهو خلاصة فكره الإلحادي ، وله اسماء أخرى … مثل :

(صحراء بلا أبعاد ، عاشق لعار التاريخ ، أيها العقل من رآك )

ويلخص المفكر الشيخ أبا عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ، الأفكار التي تدور حولها هذه الكتب فيقول :

( ومدار هذا الغثيان على العناصر التالية :

– إنكار الحقيقة الأزلية وما غيبه الله عن خلقه .

– مهاجمة الأديان والأنبياء .

– الإستخفاف بالموهبة العربية .

– التحدي للقضايا العربية والإسلامية .

– التغني بآلام الإنسان وتعاسته )

وقد إلتقى عبد الله القصيمي بالمفكر الإسلامي سيد قطب وحاول احتوائه ، ولكنه فشل في ذلك، وقد اكتشف سيد قطب فكر القصيمي فهاجمه وعراه بكل قوة في مقالات متعددة نشرة في المجلات والدوريات .

كما تحدث عن القصيمي زعيم الجهمية والمرجئة وكبيرهم في هذا العصر الشيخ (زاهد الكوثري ) وأزرى به وبالسلفية والوهابية أيّما إزراء .

وقد ألتقى به أيضا الأستاذ حسين أفندي يوسف ، نشر عنه مقال في مجلة النذير هذا جزء منه :

( انه حدثه أحد الثقات (؟) أنه لقي القصيمي فقال له :

من أين اقبلت ؟

فقال : من عند هدى الشعراوي !

فقلت له مستغرباً : هدى الشعراوي ؟

فقال : نعم .

فقلت : وماذا تصنع عندها ؟

فقال : تعلمت منها علماً لا يعرفه علماء الأزهر !

فقلت : وماذا تعلمت منها ؟

فقال : تعلمت منها كيف أحطم الأغلال !

قلت : أي اغلال تعني ؟

قال : أعني هذا الحجاب )

وهدى الشعراوي معلومة لدى الجميع فهي عجوز وشمطاء السفور والتبرج .

( جيش الإنقاذ )

هي جمعية يديرها عبد الله القصيمي ، مطالبها وأغراضها أن تجمع وتؤلف جمعاً لا فرق بين يهوديهم ولا نصرانيهم وبلشفيهم ومسلمهم وأن تضم إليها جميع النساء واطلقوا عليهن اسم (المجندات ) واتخذت لها دار في شارع بالقاهرة .

(تقويم لعلمية عبد الله القصيمي )

من خلال اطلاعي المحدود على بعض كتب القصيمي قبل وبعد إلحاده ، وصلت إلى نتائج قد سبقني إليها أُناس كثيرون قبلي هم أعلم واخبر مني به … هذه النتائج هي في الحقيقة تقييم لعلمية ومنهجية عبد الله القصيمي … ومن هنا يمكننا القول :

(1) أن القصيمي أوتي بياناً رائعاً ، وحرفا رناناً له جرس في الآذان المصغية ، ساحر في أسلوبه الأدبي ، مصور يجيد رسم الصور الخيالية البديعة ، يستطيع اللعب بالعبارات كيفما شاء وبكل عبقرية فذة .

يقول عنه ابن عقيل الظاهري :

( مفكر مليح الأسلوب ، في اسلوبه طراوة ، مع ضعف في اللغة ، والقدرة على المغالطة والإثارة ، مسرف في الخيال ، ومتقن رسم الصور ، أديب ساحر )

(2) هناك خلل منهجي عند القصيمي ، وقد يكون متعمداً ، فهو لا يثبت في كتابه مراجعاً رجع إليه وهذا دليل على سرقاته العلمية الكثيرة !

فمثلاً كتابه ( البروق النجدية ) عبارة عن تصفيف وانتحال لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية ( التوسل والوسيلة ) وهناك فصل ضخم عن الإيمان اقتطعه من كتاب الأستاذ عبد المنعم خلاف ، ولم يشر إلى ذلك مطلقاً ، وله نصوص شعرية حرف فيه الكثير ، وله نقولات كثيرة اقتطعها وحرف فيه الكثير ، ويضاف إلى ذلك كذلك كتابه الصراع .

والذي يرى ويقرأ كتابه (مشكلات الأحاديث النبوية وبيانها ) يرى كيفية الإنتحال الفضيعة ، بل ويرى الضعف العلمي والركاكة .

وأما بالنسبة لمعرفته وإلمامة بالفلسفة ، فيقول عنه ابن عقيل الظاهري :

( لقد قرأت كتب القصيمي بتمعن فلم أجد له فكراً متحرراً من بصمات أساطين الكفر والإلحاد ، وهو لم يفهم حججهم ولم يحذق مناهجهم ، وعبد الله أديب يفهم الفكر باجمال ، وليس فيلسوفا مستوعبا ، وليس موهبا فطري التفكير )

والخلاصة أن القصيمي في الفلسفة ليس مبدع ولا مستقل بل هو عالة يقتات على ما يفهمه من كلام علماء الغرب .

(3) القصيمي ليس فيلسوف بل مسفسط (مغالط ) !

– فهو لا يصدر في نقاشاته عن منهج منطقي له أصول معلومة وناضجة .

– متناقض بشكل ظاهر وكبير ، وأفكاره غير واضحة وغير مرتبه ، فتارة شيوعي مادي وتارة اباحي غربي ومرة صهيوني عميل ومرة ومرة ومرة !

– يغالط ويجيد فن الهروب من المسمسكات التي يفحم عندها .

– يستغل الأسلوب الأدبي في تمويه رأيه على طريقة الرمزية .

– كلامه هو عبارة عن دعاوى عريضة بلا برهان ولا دليل .

– يجرد المقولات من مذاهبها ، ويفسر الألفاظ على هواه ليضلل عوام وانصاف المثقفين .

– القصيمي يستغل الوضع الراهن من ضعف وذلت العرب والمسلمون لبرر الإنحلال من الاسلام وليدعوى إلى الإنعتاق من الأديان .

هذا ما توصل إليه البعض من نتائج .. أوافقهم على بعضها وأخالفهم على البعض الآخر …. والقضية أصلا محل نقاش وقابلة للرد والأخذ .

( نصوص صامته … كتبها عبد الله القصيمي ، ليذهب هو ولتبقى هيّ !!!)

(أ) نصوص كتبها قبل إلحاده :

– يقول القصيمي في كتابه ( الصراع ) تحت عنوان ( الشعاع الهابط ):

( في سنة (؟) ميلادية فصلت الأرض من السماء فصلا تاماً وغلقت جميع أبواب السماء دون الأرض وأهلها ، وفزعت الأملاك إلى أقطار السماء وانقطع ذلك المدد الروحي الذي تعان به الأرض وأهلها على اجتياز ظلمات المادة وفسق المادة وكثافات المادة سيراً الى عالم الأرواح ومستقر الروحانيين …

وفي ذات ليلة من عام 610م بينما كان الكون ساكناً صامتاً والاشياء راكدة مصغية متوجسة تتوقع حدوث أمر عظيم ، انغتحت فرجة من السماء تعلقت بها الأبصار انبعث منها شعاع قوي وهاج فهبط على غار يقيم هنالك في جانب من جوانب قرية تقع هنالك في جانب خامل مهجور من جوانب أركان الأرض الخاملة المهجورة ، يقيم في ذلك الغار رجل لا كالرجال يحمل نفسا لا كالأنفس وقبلا لا كالقلوب … فكان الشعاع الهابط هو الاسلام ، وكان الغار هو حراء ، وكان هذا الرجل هو منقذ الانسانية الأكبر من كبوتها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم )

– ويقول في كتابه (مشكلات الأحاديث النبوية ) :

( اللهم إنا نسألك الإيمان والطمأنينة ، ونعوذ بك اللهم من الشك والحيرة ، ونهدى لك أتم الحمد والثناء ….فهذا بيان لأحاديث صحيحة اشكلت على كبار العلماء ، فعجل فريق فكذبها وردها وتحامل عليها .. فجرأ العامة وأشباه العامة على ان يكذبوا كل مالم يحيطوا بعلمه … فزاد كلامه أهل الشك شكاً وريبة ، وضل فريق في الشك والحيرة ، فرغب عن الدين وأوغل في الشهوات والملذات ، ونحن نسأل الله السلامة من ذلك كله ، كما نسأله لنا الرشاد والهداية فيما فعلنا وفيما سوف نفعل )

– ويقول في كتابه (البروق النجدية ) :

(اعلم ألهمني الله واياك الرشاد وجنبنا طريق الغي والفساد . إن العلم أفضل طلبة ، واعظم رغبة … ونحن في زمان هرم خيره شباب شره نائم رشاده صاح فساده … فهذه المجلات الشهرية والاسبوعية والجرائد اليومية مفعمة بالالحاد والفجور من الطعن على الله ورسوله ودينه وأفعاله ، والى الدعوة الى حانات الخمر وبيوت الرقص والعزف والربا والقمار، كأنهم في بلد لا يوجد به مسلم ولا كتاب إلهي ولا من يقر بالصانع !! ولا الجامع الازهر … حنى عم المصاب وعظمت البلية )

هذه نتف ميته من كلام لعبد الله القصيمي قبل إلحاده !!!

ويقول أيضا :

( وربما قال البعض : إن الرد على الملحدين لا يجدي شيئاً ، لأن من دخل حظيرة الالحاد فهيهات أن يغادرها ، وهو احتجاج ضعيف مهين ، فان من ذاق حلاوة عقيدة التوحيد ولباب الاخلاص فهيهات أن يعافها ، فلم أسمع أن رجلاً دخل مذهب الموحدين وتطهر قبله من ارجاس الشرك فخرج منه ونكص عقبه )

(ب) نصوص ما بعد إلحاده :

يقول :

– (إن ذكرى تفيض بالمرارة والحسرة تعاودني كلما مر بخاطري عصر مشئوم قضيته مسحورا بهذه الآراء – يقصد الدين – وكنت أفر من الحياة ومما يعلي من قيمة الحياة ، فقد كنت لا اجد ما يحملني على أن أرفع قدمي لو علمت أني إذا رفعهتما تكشف ما تحتها عن أعز ما يتقاتل عليه الأحياء !

كان الغرور الديني قد أفسد علي كل شعور بالوجود وبجماله ، وكنت مؤمنا بأن من في المجتمع لو كانوا يرون رأيي ويزهدون زهدي لوقفت الأعمال كلها ، وكنت لا أخالق انسانا رغبة فيما يتخالق الآخرون من أجله ، وكان شعاري في تلك الفترة قول ذلك المغرور المخدوع مثلي :

إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب

فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب

وكان يخيل إلي والى غروري الديني الأعمى أنه لاقوة كقوتي ، لأن الله معي واهب القوى !

فليقو العالم كما يشاء وليجمع من الأسباب ماطاب له فان ذلك كله لا قيمة له ولا خطر بالنسبة الى من استقوى بقوة الله …)

– ويقول :

( طبيعة المتدين غالياً طبيعة فاترة فاقدة للحرارة المولدة للحركة المولدة للأبداع ، ومن ثم فانك غير واجد أعجز ولا أوهى من الذين يربطون مصيرهم بالجمعيات الدينية )

– ويقول :

( وقد اتصف أولئك – اي الغربيون – الذين جاؤا بالمخترعات التي نحيا بها هذه الحياة على حسابها بمعين من هذا الإيمان بالطبيعة ! … وإن أولئك – المتدينين – يريدون كل شيء من السماء )

– ( ان المسلمين تعلموا كيف يبغضون العلوم ، والكافرين تعلموا كيف يغزون الجهل )

– ( انه من الخير والصواب ألا يميز بين الرجال والنساء في الزي ولا في العمل )

– ( من ذلك عملية الخصاء ولعل إلزام المرأة البيت لا يقل جهالة عن هذه العملية )

# إلى غير تلك النصوص التي أخذتها من كتابه ( هذه هي الأغلال ) وإلا فالكفر والضلال والإلحاد الظاهر الجلي الذي ينكر فيه وجود الله هو في كتابه ( العالم ليس عقلا ) ولعلي أحظر حلقة أخرى ابسط فيها حقيقة فكره الإلحادي من خلال ما كتبه.

( وقفات مع كتاب ” هذا الكون ما ضميره ” )

يقول القصيمي على غلاف الكتاب :

( أنت نبي أو كاتب أو معلم أو داعية أو أديب أو شاعر أو مفكر لو وجد أو خطيب أو محاور أو متكلم عربي … إذن أحذر هذه الآثام أو الجرائم )

ويقول في غلاف كتابه الوجه الآخر :

( إن الإنسان المثل الذي يجب أن يكون هو زنديق العقل قديس النفس والأخلاق ، هو العاصي المتمرد المحارب بتفكيره )

ويقول تحت هذا العنوان ( في غار حراء لم أجد الإله ولا الملاك ) :

( ذهبت إلى الغار .. غار حراء .. غار محمد وإلهه وملاكه .. إلى الغار العابس اليابس البائس اليائس ، ذهبت إليه استجابة للأوامر .

دخلت الغار ، دخلته .. صدمت .. ذهلت .. فجعت .. خجلت ، خجلت من نفسي وقومي وديني وتاريخي وإلهي ونبيي ومن قراءاتي ومحفوظاتي ..!

أهذ هو الغار.. غار حراء .. هو الذي لجأ واختبأ فيه الإله كل التاريخ !

ذهبت إليه إلى الغار غار القرآن المغلق والهادم لكل غار قبله ولكل غار بعده لأنه يجب أن يكون هو كل غار وآخر غار والغائر والغيور من كل غار ..!

ذهبت إلى الغار الذي ولد وورث وعلم ولقن وألف وحرض وخلد أقسى أقوى أغبى واجهل وأدوم إلهيات ونبوات وديانات ووقاحات ووحشيات !

نعم ذهبت إلى الغار في طوفان من الانفعالات التي لا يستطيع تحديدها أو ضبطها … جاء إلي ملاك الوحي .. جاء إلي بوجه وطلعة وملامح وتعبيرات وحركات وكلمات واعترافات لا بد أن توقظ وتحرك وتهز وتخيف وتفجع بلادة وخمول ونوم وموت وصمم وأمن الإله !

هكذا كان ملاك الوحي ومن معه يتكلمون .. تحت حوافز الصدق والتقوى وبنياتهما – أن يفعلوا ذلك تائبين ونادمين لا أن يفعلوه كما يفعله الإله حين يعلن ويعترف بكل السذاجة أو البلاهة أو الوقاحة أو السفاهة أو بالتفسير الذي لا تفسير له انه المريد المخطط الفاعل لكل شيء !

كم هو فظيع أنها لم توجد منظمات ومحاكم عالمية بل كونية يتألف قضاتها وشهودها من كل الشموس والنجوم .. لكي تحاكم توراة الإنسان وإنجيله وقرآنه على قسوته وفحشه ووقاحته وبلادته !

لقد مات هذا الغار … لقد مات بأسلوب الانتحار لأنه أوحى إلى الإنسان العربي .. إلى النبي العربي ما أوحى .. ماذا أوحى إليه ؟

هل تستطيع كل الحسابات والإحصاءات أن تحصي أو تحسب الخسران الذي أصاب الحياة والإنسان من هذا الوحي والإيحاء ؟

هل أساء أي إله إلى نفسه مثل إساءته إليها بإيحائه ومخاطبته ومحاورته للإنسان العربي !

آه يا غار حراء … هل وجد أو يمكن أن يوجد فاضح لآلهتك وأنبيائك وأبنائك أو فاضح لك بآلهتك وأنبيائك وأبنائك مثل إسرائيل ؟

اسمع يا إلهي … اسمع بآذان غير آذانك التي جربناها وعرفناها … ! لقد كان من صنع لك يا إلهي أذنيك اعظم فنان أي جعله لهما بلا وظيفة بل ضد الوظيفة المفروضة فيهما !

إني يا إلهي سأسأل هذا السؤال حتى دون أن تأذن أو تغفر بل حتى لو كان محتوما أن تقاسي من الغضب والحيرة والعجز والافتضاح !

لقد جئت يا إلهي في حجم ترفض كل الأحجام أن تكونه أو تكون شيئا منه أي في حجمه المادي أو المعنوي إنك يا إلهي بلا أي حجم .. إلخ )

هذه هي نتف قليلة من جنون سطرتها يدا القصيمي في هذا الفصل !!!

فويل له مما كتبته يداه !

ويقول القصيمي تحت عنوان فصله ( لماذا يسارع المتخلفون إلى الدخول في الإسلام ؟)

يقول :

( أعلن النبي محمد أنه آخر الأنبياء وانه بمجيئه قد اغلق أبواب السماء لئلا تتصل بالأرض أو تتحدث إليها بالأسلوب الذي تحدثت به إلى الأنبياء بعد أن قرأ ورأى وعرف ضخامة وفظاعة عدوان السماء على الأرض وتشويهها لها بإرسال من تسميهم بالأنبياء إليها .. بعد أن عرف قبح عدوان الأنبياء على الأرض لمعرفته بقبح عدوانه هو عليها .

فالنبي محمد يعني إعلان خطيئة مجيء الأنبياء والنبوات وأعلان التوبة الصادقة الحاسمة من ذلك مع كل الاعتذار إلى الحياة التي ما أقسى أطول ما تعذبت وتشوهت وقبحت وتقبحت وجهلت ورذلت ونذلت وهانت وحقدت أبغضت بمجيئهم ومجيئها أي بمجيء الأنبياء والنبوات !

لو كان الإله يعاقب الوثن على قدر كونه وثنا لما وجد أو عرف عقابا يكفي لمعاقبة النبي العربي ولمعاقبة النبوة العربية !

هل يمكن تصديق بأن وثنية التوحيد هي اضخم الوثنيات وبان جميع الوثنيات لا تستطيع أن تنافس الوثنية التي جاء بها نبي التوحيد محمد معلما ومنفذا لها ؟

هل وجد واصف هجا نفسه وموصوفه مثلما فعل محمد في وصفه لإلهه ؟

كيف وصف النبي العربي محمد للإله .. لمكره وخداعه وكيده ولحبه وبغضه ورضاه وغضبه ولسروره وكآبته وعداوته وشهواته وممارساته … انه لم يوجد ولن يوجد هاج مثل النبي محمد في هجوه للإله !

ولو وجد من يحتاج إلى مزيد من الاقتناع بذلك لوجب أن يقرأ كتاب العرب ” القرآن ” لتغرق اقتناعا بأن محمد النبي في مديحه للإله ليس إلا شاعرا عربيا يمدح سلطانه ، بل لكي تغرق اقتناعا بأن القرآن هو اشهر وأضخم وأقسى وافدح وافضح كتاب امتداح وهجاء وافتخار وادعاء وبأنه قد كان وسوف يظل بلا منافس في فضحه وافتضاحه.القرآن اقبح وافظع واوقح وانذل الأساليب والصيغ … إلخ )

وهكذا يمضي هذا الملحد المجنون المعتوه في تقيآته وسعاره الذي لا ينتهي ….. !

أكتفي بهذا النقل الذي يأتي بالغثيان ، ويعكر المزاج … ولولا أن ناقل الكفر ليس بكافر لما نقلت هذه العبارات المجنونة التافهة والتي تدل صراحة على مرضه النفسي والعقلي … !

واكتفي هنا بسرد عناوين بعض الفصول في كتابه هذا ..

– نحن خير أمة أخرجت للناس ولكن لماذا ؟

·	لماذا لا نجد مسيحا ولا سقراطيا عربيا ؟

– السماء تستورد الإلهة .

– ارفض أن يجيء القرآن .

– احتلال الإله لعقولنا افدح أنواع الاحتلال .

– ارحموا الإله … إلخ

هذه بعض النصوص التي ضمنها القصيمي كتابه ( هذا الكون ما ضميره ؟)

أعتذر إليكم جميعا في هذا النقل المقزز والمقذع ، ولكن لكي تكون هذه حجة على من يدافع عن عبد الله القصيمي ويناضل عنه !

( وقفه مع نقاد عبد الله القصيمي )

هذه وقفات مع بعض النقد الذي وجه إلى عبد الله القصيمي من أقطاب الفكر الماركسي والقومي والحداثي وغيرهم …

(1) يقول حسين مروة ( اشتراكي قومي ) :

(يبدو لي أن أول ما ينبغي إيضاحه منذ الآن ، هو أنه لم يكن عسيرا علي ، وليس عسيرا على أي قارئ غيري ، اكتشاف كون المؤلف ” عبد الله القصيمي ” خاضعا في معظم أفكاره وتأملاته وخواطره إلى عدد من الضغوط النفسية والفكرية العنيفة ، التي يصح أن نجعلها كلها في حالة أو وحدة تؤلف ما نسميه بالأزمة ، إذا لم نسمها عقدة )

(2) ويقول أدونيس ( شيخ الحداثيين ) :

( عبد الله القصيمي لا تستطيع أن تمسك به ، فهو صراخ يقول كل شيء ولا يقول شيئا ، يخاطب الجميع ولا يخاطب أحدا ، إنه الوجه والقفا )

(3) ويقول عنه مخائيل نعيمة ( نصراني ) في كتاب القصيمي ( العالم ليس عقلا ) :

( إنه كتاب هدم ونفي من الطراز الأول – هدم الآلهة والأخلاق والفضائل والثورات والمثل العليا والغايات الشريفة ، ولاعجب فأنت في أول فصل تنفي أن يكون لوجود الإنسان أي معنى ، والذي لا يعرف لوجود الإنسان ولعبقريته أي معنى كيف يكون لكلامه أي معنى ؟

إن قلمك ليقطر ألما ومرارة واشمئزازا وحقدا على خنوع الجماهير لا العباقرة ، ولو كان لمثل حقدك أن تصنع قنبلة لكانت أشد هولا من قنبلة هيروشيما )

( شهادة القصيمي …. على نفسه بالمرض النفسي !! )

وهذه نصوص ننقلها لكم من كتاب القصيمي ( العالم ليس عقلا ) تبين مدى انهياره النفسي والعاطفي وما أصابه من عقد وأزمات ، تخفي وراء الألفاظ الجميلة الأدبية ما تخفيه من ألم الحرمان ، والصراع النفسي ، بل المرض النفسي ..!

يقول القصيمي تحت عنوان ( قصيدة بلا عروض ) :

( إن كل دموع البشر تنصب في عيوني ، وأحزانهم تتجمع في قلبي ، وآلامهم تأكل أعضائي .. ليس لأني قديس ، بل لأني مصاب بمرض الحساسية ) !!!

ويقول :

( دعوني أبكي فما أكثر الضاحكين في مواقف البكاء ، دعوني أحزن فما أكثر المبتهجين أمام مواكب الأحزان ، دعوني أنقد فما أكثر المعجبين بكل التوافه ، دعوني احتج على نفسي )

ويقول وهو يقصد نفسه :

( لا تسيئوا فهمه – ! – لا تنكروا عليه أن ينقد أو يتهم أو يعارض أو يتمرد أو يبالغ أو يقسو … إنه ليس شريرا ولا عنيفا ولا عدوا ولا ملحدا ، ولكنه متألم حزين ، يبذل الحزن والألم بلا تدبير ولا تخطيط ، كما تبذل الزهرة أريجها أو الشمعة نورها ! لقد تناهى في حزنه وضعفه حتى بدا عنيفا … ليس نقده إلا رثاء للعالم ورثاء لنفسه ، بل ليس نقده إلا تمزقا ذاتيا )

الإخوة الكرام :

في الختام نود أن نذيل بنصين من نصوص القصيمي التي كتبها قبل إلحاده ، لندعم بها بعض النظريات التي ذكرناها سابقا من كون القصيمي ، قد كان بطبعه ومزاجه متطرفا متمردا ثائرا لاعبا مستهترا ، يرى دائما أنه في معركة …. ولا يهم تكون مع من !

(1) يقول القصيمي في كتابه ( شيوخ الأزهر ) بعد أن أزرى بشيخه وأستاذه ومعلمه الكفيف الشيخ يوسف الدجوي … يقول :

( وكأني بالدجوي المغرور عندما يرى هذه البراهين – إن كان يرى – التي ما كانت تخطر على فؤاده – إن كان له فؤاد – يغضب ويصخب ، ويشتم ، ويقول ماهذه البلوى ؟

ما هذه المحنة التي خصصت بها ؟

ما هذا النجدي الذي يريد أن يأكلني ويشربني ؟

ما هذا العربي الذي منيت به لينزلني من منزلتي التي ارتقيتها بلقبي وكتبي وراتبي ورتبي وغفلة أهل العلم والفهم عني ؟

ويقول يا ليتنا أرضينا هذا النجدي وأسكتناه عنا ولو بملء فيه درا ، ولو بكل ما نأخذه من راتب ، وما نملكه من متاع .

ويقول كنا حسبنا أننا قضينا عليه وألجمنا فاه بفصلنا إياه من الأزهر … إلخ )

أخي القارئ ….

ها أنت تلاحظ القصيمي ، هو هو ، لم يتغير في أسلوبه وطريقة تفكيره ، اليوم يشتم شيخه المسكين الضرير يوسف الدجوي ويقول عنه ( مغرور – إن كان يرى – إن كان له فؤاد ) وتجد توافق عجيب في لغة الخطاب التي يوجهها للشيخ الدجوي بالأمس ولغة الخطاب التي وجهها لله سبحانه اليوم وفي كتابه السابق الذكر !

الاختلاف فقط كان في مرمى الهدف ، فكان بالأمس شيخه الضرير يوسف الدجوي ، واليوم صار مرماه الله جل جلاله .

(2) ويقول القصيمي في كتابه ( الثورة الوهابية ) ما ينم عن قناعة داخلية بأصالة الأخلاق والفضيلة وإن تنكر لها بعد الإلحاد ….!

يقول :

( فحذار أيها العربي هذه الآفات وما يمس الأخلاق أو المعنويات الطيبة ، فما كالأخلاق مفقود ، ولقد علم الناس أن الأمم الظالمة المعتدية لا تقدم على غزو الأمم الضعيفة بالعدوان المسلح حتى تغزو أخلاقها ومعنوياتها فتنهكها وتضعفها وترميها بالفشل ، ثم تغزوها بالحديد والنار ، فلا تجد حينذاك مقاومة ولا دفاع ، أعني أنها تعمد إلى قوة الأمة المعنوية فتحطمها وتشذبها من أطرافها ، تارة بإفساد عقائدها بالشكوك والريب ، وتارة بإفساد أخلاقها بجلب الفجور وعرض الفجور )

أقول أنا صخرة الخلاص :

سبحان الله !

وكأنه يتكلم عن نفسه ، وهذه والله شهادة حق طابقها الواقع … واقع القصيمي!

فليتعظ من يتسللون لواذا ، ويقدحون في الإسلام من وراء جدر …

ولحذر الذين يخالفون عن أمره أن يصيبهم ما أصاب القصيمي ..

فإنهم والله على نفس الطريق يسيرون ..

اليوم تهكم بأهل الخير والصلاح …

وغدا مطالبة بحقوق المرأة وتحريرها وتخريرها وتجريرها ..

وبعده مطالبة برفض الموروث والتقاليد ، وخلط الأوراق وتلبيس على الناس ، وتعريض بالشرع تحت نقد الموروثات !

والله يعلم ما تخفي الصدور ، من غليان كغليان القدور ، على الإسلام وأهله يدور … !

وسيكشف الله أضغانهم ، وستعرفهم في لحن القول ، وستعجبك أجسامهم ، وان تسمع لقولهم ، كأنهم خشب مستوردة مسنده .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى