حدث في مثل هذا اليوم | وفاة الفلكي غاليليو غاليلي
غاليليو غاليلي (1564 – 1642)
وُلد غاليليو في بيزا إحدى المناطق التابعة لمدينة فلورنسا في إيطاليا ودخل جامعة Pisa لدراسة الطب في عام 1583.
كان غاليليو في طريقه للحصول على درجة أستاذ في الجامعة إلا أن وضعه المادي الصعب أجبره على ترك الجامعة قبل حصول ذلك، فأكمل دراسة الرياضيات ونشر عدة أعمال أعطته شهرة أهما مخطوطته Du Motu (أثناء الحركة) والتي خالفت فرضيات أرسطو حول الحركة وسقوط الأجسام، كما نشر عدة أعمال منها: The Operations of the Geometrical and Military Compass وThe Starry Messenger.
والتي كانت نتائجها بالمجمل داعمة لنظرية كوبرنيكوس حول مركزية الشمس في الكون ومخالفة لنظرية أرسطو ومعتقدات الكنيسة حول مركزية الأرض في الكون وهو ما جعل الكنيسة تتهمه بالهرطقة وتفرض عليه الإقامة الجبرية حتى وفاته في 8 كانون الأول 1642.
بدايات غاليليو غاليلي
وُلد غاليليو في بيزا إحدى المناطق التابعة لمدينة فلورنسا في إيطاليا وكان الأكبر بين أخوته الستة وكان والده فينتشينزو غاليلي موسيقيًا معروفًا.
انتقلت عائلته إلى فلورنسا ليبدأ دراسته في دير Camaldoles في Vallombrosa.
دخل غاليليو جامعة بيزا لدراسة الطب في عام 1583، وازداد اهتمامه بأغلب العلوم وخاصة الرياضيات والفيزياء، وقد دعم غاليليو في البداية -كمعظم مثقفي عصره- نظرية أرسطو حول مركزية الأرض في الكون والتي كانت تُدرَّس في الجامعة وقتها وتدعمها الكنيسة الكاثوليكية.
كان غاليليو في طريقه للحصول على درجة أستاذ في الجامعة إلا أن وضعه المادي الصعب أجبره على ترك الجامعة قبل حصول ذلك.
إنجازات غاليليو غاليلي
واصل غاليليو دراسة الرياضيات داعمًا نفسه ماديًا من خلال بعض وظائف التدريس البسيطة، وخلال هذا الوقت بدأ دراسته التي استمرت لعقدين حول الأجسام المتحركة ونشر كتابه The Little Balance الذي وصف فيه مبادئ توازن الموائع للأجسام الصغيرة وهو ما أعطاه بعض الشهرة، وأكسبه منصبًا تدريسيًا في جامعة Pisa في عام 1589.
أجرى غاليليو في الجامعة تجاربه الشهيرة حول سقوط الأجسام وألَّف على إثرها مخطوطته الشهيرة Du Motu (أثناء الحركة) والتي خالفت فرضيات أرسطو حول الحركة وسقوط الأجسام، تمسك غاليليو بنتائجه وانتقد فرضيات أرسطو بشدة وهو ما جعله معزولًا بين زملائه وساهم في عدم تجديد عقده مع الجامعة في عام 1592.
لكن سرعان ما حصل على وظيفة جديدة في جامعة Padua حيث درَّس الهندسة، الميكانيك والفلك، وكانت هذه الوظيفة مهمة له خاصة بعد وفاة والده عام 1591 وبقاء أخيه الصغير مايكل أنجلو تحت رعايته. خلال خدمته في جامعة Padua والتي امتدت لثمانية عشر عامًا جذب الكثير من المهتمين والمتابعين من خلال محاضراته الممتعة وهو ما زاد شهرته وإحساسه بالمسؤولية.
في عام 1604 نشر غاليليو كتاب The Operations of the Geometrical and Military Compass والذي أظهر من خلاله مهاراته في إجراء التجارب والتطبيقات العملية الحديثة كما وضع قانون توازن الموائع لقياس الأجسام الصغيرة وهو ما زاد من دخله وشهرته. في نفس العام قام بتنقيح نظرياته حول الحركة وسقوط الأجسام وطوَّر قانون التسارع، كما بدأ يعبر عن دعمه لنظرية كوبرنيكوس حول دوران الأرض والكواكب حول الشمس متحديًا بذلك مذهب أرسطو والذي بنيت عليه أفكار الكنيسة الكاثوليكية أيضًا.
في تموز 1609 علِم غاليليو عن تلسكوب قام بصناعته صانع عدسات هولندي وخلال وقت قصير طوّر غاليليو نسخة عنه قدمها إلى تجار من البندقية، حيث أبدوا اهتمامًا به كونه يساعدهم على رؤية السفن الأخرى من بعيد وطلبوا منه صنع المزيد من هذه التلسكوبات، لكن طموح غاليليو كان أكبر من ذلك وفي خريف ذلك العام اتخذ قراره الحاسم بتوجيه تلسكوباته نحو السماء، وفي آذار من عام 1910 نشر كتيبه The Starry Messenger موضّحًا فيه أن القمر ليس مسطحًا وأملس وإنما كروي ويحوي تضاريس من جبال وحفر وبأن الزهرة يدور حول الشمس، كما اكتشف أن المشتري لديه أقمار تدور حوله وليس حول الأرض.
سرعان ما بدأ غاليليو بجمع الأدلة التي تدعم نظرية كوبرنيكوس وتناقض فرضيات أرسطو ومذهب الكنيسة، وفي عام 1612 نشر كتابه Discourse on Bodies in Water والذي دحض فيه فرضية أرسطو والتي تقول أن طفو الأجسام على سطح الماء هو بسبب شكلها المسطح، وبيَّن أن السبب هو وزن الماء المزاح من قبل الجسم.
في عام 1613 نشر ملاحظاته حول البقع الموجودة على الشمس والتي تدحض أيضًا مقولة أرسطو بأن الشمس لها شكل مثالي. في نفس العام كتب غاليليو رسالة لتلاميذه يشرح فيها كيف أن نظرية كوبرنيكوس لا تعارض الإنجيل، مبيّنًا أن الكتاب المقدس كُتب من منظور أرضي في حين أن العلم يعطي منظورًا أكثر دقة، نُشرت هذه الرسالة للعامة وهو ما دفع الكنيسة إلى إعلان نظرية كوبرنيكوس شكلًا من أشكال الإلحاد والهرطقة، وفي عام 1616 أُمِر غاليليو بألا يُدرّس أو يدافع عن نظرية كوبرنيكوس بخصوص حركة الأرض، وقد التزم غاليليو بذلك لمدة سبع سنوات ليسهل حياته من ناحية ولأنه كان كاثوليكيًا ملتزمًا من ناحية أخرى.
في عام 1623 صديق غاليليو الكاردينال مارفيو باربريني انتُخب كبابا الفاتيكان تحت اسم أوربان الثامن، وسمح لغاليليو بأن يتابع عمله في الفلك وينشر أعماله بشرط أن يكون موضوعيًا وليس مدافعًا عن نظرية كوبرنيكوس.
نشر غاليليو في عام 1632 كتابه Dialogue Concerning the Two Chief World Systems والذي يتحدث عن ثلاثة أشخاص أحدهم يدافع عن نظرية كوبرنيكوس حول مركزية الشمس في الكون والآخر ضدها والثالث محايد، وفي حين قال غاليليو بأن الكتاب كان موضوعيًا فإن القُراء لاحظوا عكس ذلك وكان واضحًا أن الشخص الذي يتحدث باسم نظرية أرسطو كانت طروحاته بسيطة وغير منطقية.
كان رد فعل الكنيسة سريعًا، واستُدعي غاليليو إلى روما حيث استمرت إجراءات محاكم التفتيش من أيلول عام 1632 إلى تموز من عام 1633، وخلال هذا الوقت تمت معاملته باحترام ولم يُسجن ولكن في محاولة أخيرة لكسر إرادته تم تهديده بالتعذيب فاعترف بأنه دعم نظرية كوبرنيكوس لكنه بقي سرًا متمسكًا بصحة هذه النظرية.
أُدين غاليليو بالهرطقة، ووُضع تحت الإقامة الجبرية لبقية سنين حياته، ورُغم أنه مُنع من استقبال الزوار أو نشر أعماله خارج إيطاليا، فقد تجاهل هذه الأوامر، وفي عام 1634 نُشرت ترجمة فرنسية عن دراسته حول القوى وتأثيرها على حركة الأجسام، وبعد ذلك بعام واحد نُشرت في هولندا نسخٌ من كتابه Dialogue Concerning the Two Chief World Systems.
خلال الإقامة الجبرية كتب غاليليو منشورين حول أعماله في علم الحركة وقوة المواد تمت طباعتهما في هولندا عام 1638 في وقتٍ كان غاليليو أصبح أعمى وتدهورت حالته الصحية.
أشهر أقوال غاليليو غاليلي
في مسائل العلم ليس لسلطة ألف شخص قيمة المنطق المتواضع لشخص واحد.
لو كنت أبدأ دراستي من جديد، لاتبعت نصيحة أفلاطون وبدأت بدراسة الرياضيات.
لا يمكننا أن نعلم الناس أي شيء يمكننا فقط مساعدتهم على الاستكشاف بأنفسهم.
لم ألتق أبدًا رجلًا جاهلًا لدرجة أني لم أتعلم منه شيئًا.
في مسائل العلم ليس لسلطة ألف شخص قيمة المنطق المتواضع لشخص واحد.
لو كنت أبدأ دراستي من جديد، لاتبعت نصيحة أفلاطون وبدأت بدراسة الرياضيات.
لا يمكننا أن نعلم الناس أي شيء يمكننا فقط مساعدتهم على الاستكشاف بأنفسهم.
لم ألتق أبدًا رجلًا جاهلًا لدرجة أني لم أتعلم منه شيئًا.
حياة غاليليو غاليلي الشخصية
في عام 1600 التقى غاليليو مع مارينا غامبا، امرأة من فينيسيا أنجبت له ثلاثة أطفال خارج إطار الزواج: فتاتان فيرجينيا وليفيا وصبي فينتشينزو.
لم يتزوج غاليليو من مارينا لمخاوف مالية من ناحية ولأنه خشي أن يؤثر أطفاله غير الشرعيين على وضعه الاجتماعي، وخوفًا من ألا تتزوج ابنتاه زواجًا جيدًا في المستقبل نظرًا لوضعهم غير الشرعي فقد أدخلهما إلى دير سان ماثيو، حيث أصبحن راهبات وغيرت فيرجينيا اسمها إلى ماريا سيلستي وبقيت تتواصل مع والدها وتدعمه برسائلها حتى وفاته.
بينما غيرت ليفيا اسمها إلى الأخت أركانجيلا ولم يُعرف إن كانت تواصلت مع والدها، في حين اعترف غاليليو بابنه فينتشينزو الذي أصبح موسيقيًا مشهورًا.
وفاة غاليليو غاليلي
توفي غاليليو في 8 كانون الأول 1642 في أرسيتري بالقرب من مدينة فلورنسا في إيطاليا بعد أن عانى من الحمى وخفقان القلب. وفي عام 1758 رفعت الكنيسة الحظر عن معظم الأعمال التي تدعم نظرية كوبرنيكوس، وفي عام 1835 توقفت معارضتها تمامًا لمركزية الشمس في الكون.
في القرن العشرين أقرَّ عدة باباوات بأهمية أعمال غاليليو، وفي عام 1992 أبدى البابا جون بول الثاني ندمه على الطريقة التي تم التعامل بها مع غاليليو.
إسهامات غاليليو في فهمنا للكون كانت مهمة ليس فقط من خلال اكتشافاته بل من خلال الطرق التي طورها واستخدامه الرياضيات لإثباتها، هذا الدور الأساسي الذي لعبه في الثورة العلمية هو ما أكسبه لقب “أب العلوم الحديثة”.
حقائق سريعة عن غاليليو غاليلي
أطلق اينشتاين على غاليليو لقب “أب العلم الحديث”، نظراً لإسهاماته واكتشافاته العلمية الكبيرة في الفلك والفيزياء والرياضيات والهندسة.
اكتشف أربعة من أقمار المشتري.
درس علم الحركة لمدة عشرين سنة ونشر كتابًا بعنوان The Little Balance.