كيف تعالج مشكلة مثل لوليتا- ستيفن سميث – ترجمة : فهد الدعجاني
يكتب : محمد الهاشمي
لا تكاد “لوليتا” لفلاديمير نابوكوف تفرغ من جدل في شيء إلا ويحيطها الجدل في شيء آخر، فحتى الفيلم الذي اقتبس عنها كان قد انتظر سنتين لتوافق الرقابة الأمريكية على عرضه قبل أن يواجه غضبا ورفضا اجتماعيا كبيراً. الفيلم الذي أخرجه الأسطورة ستانلي كوبريك في 1962 كان قد تحول نصا للسينما عبر نابوكوف نفسه. هكذا ومنذ أن نشرت الرواية في الولايات المتحدة عام 1958 بعد ثلاث سنوات من منع طبعتها الأولى التي نشرتها مطبعة أولمبيا بريس، بقيت لوليتا صامدة في وجه كثير من العواصف، حتى تلك التي تعترك في ضمير قارئها ويظل يقاومها وهو يتناولها صفحة صفحة، فلا ينفك يتساءل لو أن إعجابه بها دليل انحراف فيه أم لا. إنها رواية تستمد من جدلها قوة عظمى، وهو بحد ذاته سبب لتختبر قوتك وجلدك من خلال خوض مغامرتها.
كانت أصلية الرواية هذه بحد ذاتها مثار جدل، فهناك أبحاث أشارت إلى أن قصة قصيرة في ثماني عشرة صفحة ظهرت في المانيا عام 1916 تحت الاسم والفكرة نفسيهما كانت هي ما استلهم نابوكوف روايته منها، وكانت تلك القصة ضمن مجموعة قصصية بعنوان “جيوكندا الملعونة” وباسمٍ يبدو مستعاراً لمؤلف ألماني يدعى هاينزفون ليخبرغ. نابوكوف ثبت أنه عاش في العشرينيات من القرن الماضي في برلين ما يقرب من 15 عاماً، وقد تكون القصة قد تسللت للاوعيه في قراءة عابرة. لكن من يدرِ فلعل ما حدث كان تكراراً لما كانت “هاملت” شيكسبير امتدادا فيه لـ “هاملت- أور” توماس كيد، المسودة الأولى لإحدى أشهر مسرحيات الأدب العالمي. يبقى أن سبب الجدل حول احتمال سرقة نابوكوف لحبكة لوليتا أن المؤلف لم يشر من قريب أو بعيد إلى النسخة التي ظهرت فيما بعد وبدا أنها سبقت نسخته بأكثر من 3 عقود. نابوكوف نفسه أشار لشيء من الاستلهام عندما سئل أول مرة عن لوليتا فقال: “نحن جميعاً نعيش في وقائع خاصة، وما نعتقد أنه حقيقة مدركة هو مجرّد قضبان أقفاصنا المدركة” لكنه ربما قصد النسخة الروسية الاولى التي كانت لبنة روايته “لوليتا” وقال إنه أهملها أول مرة، وقد ظهرت بعد وفاته باسم “الساحر” في حوالي 30 صفحة، بينما كان يشير أن الرغبة في تحويلها رواية لاحقته بعد نجاح روايته “كورنيل” التي كانت باكورة أعماله بعد انتقاله للولايات المتحدة. كما أن هناك سبباً آخر قد يكون هو الدافع لإخفاء نابوكوف لتأثير القصة الإلمانية على إلهامه، وهو النزعة النازية التي تملكت ليخبرغ آخر حياته فحملت شيئا من العار وخوف الارتباط لدى كثير ممن تأثروا به.
اعتبر أن هامبرت كان رمزاً فيها للانحطاط (الرفيع) الذي يتكشف عن شقاء نفسي وضيع في قيمته أيضاً، وهو ما قد لا يوافق عليه كثير من القراء، ذلك أنهم سيرون في القصة إشباعاً لأشد أسرارهم الدفينة التواءً، وسيتملكهم الرضى دون شك، أن نابوكوف كان يلتمس العذر لهم فيها.
نعرض لكم اليوم ترجمة الأستاذ فهد الدعجاني لوثائقي “How’d You Solve A Problem Like Lolita?”
للكاتب ستيفن سميث
أضغط على الصورة