يؤثر التلوث الضوئي في المناطق الحضرية على التأمل في النجوم، ويجعل الكثير من المواقع في سماء الليل مضيئة، وهو ما يبعث على قلق الفلكيين من فقدان الليل سواده وظلمته. فلطالما كانت السماء ليلاً مصدر إلهام لكتابة القصص الإبداعية والأساطير المعقدة، وجذبت الفكر نحو تساؤلات الدين والعلم، علم الفلك والتنجيم على وجه الخصوص.
وبالرغم من أن العصر الصناعي قد غطى النجوم بشكل كبير، فإن التكنولوجيا قد وضعت أيضاً في متناول الأشخاص العاديون القدرة على رؤية النجوم كما لم يحدث من قبل.
ومن أجل تشجيع عامة الناس للوصول إلى النجوم، قام مرصد باركس في أستراليا -التابع لمنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية- في غرب نيو ساوث ويلز بالإعلان عن مسابقة سنوية للتصوير الفوتوغرافي الفلكي.
تُمنح جائزة David Malin للفائزين، وسميت بهذا الإسم تكريماً لعالم الفلك و المصور الشهير ديفيد مالين، الذي كان رائداً لمجموعة من التقنيات لإلتقاط الصور الفلكية.
معرض الجولة النهائية نظمه متحف أستراليا للفنون التطبيقية والعلوم، وأُطلق عليه اسم Winning Sky 2017، وأُفتتح للتو في مرصد سيدني، وسوف يستمر حتى 29 أكتوبر، يليه معارض في أماكن أخرى في أستراليا.
الصورة الفائزة في المنافسة هذا العام، إنها صورة سُديم “رأس الساحرة IC 2118″، وقال مالين معلقاً على الصورة “هذه واحدة من أفضل الصور التي رأيتها طوال حياتي لهذا السُديم، إنها تعطي هيكله الحساس حقه كاملاً، والألوان والنجوم في كل مكان”
رصيف تسمانيا الفسيفسائى الواقع على الساحل الجنوبي الشرقي من تاسمانيا، هذه الصورة من جوهر المجرة، تُظهر النجوم والتوهج الليلي والأحياء البحرية المضيئة جنباً إلى جنب.
الصورة تُظهر ألمع جزء من درب التبانة، وتسلط الضوء على حزام المجرة. تظهر في الصورة السحابة المعروفة باسم “النهر المظلم” تصل بين سُديم الأنبوب والمنطقة الملوثة قرب النجم اللامع “قلب العقرب”. النقطة الحمراء أعلى اليمين هي سديم “الجبار”، والنقط الزرقاء أسفله هي “رأس الحصان” و”البحيرة” و”النسر” و”الثلاثي”، المريخ وزحل يظهران أيضاً في الصورة.
الفائز من فئة المصورين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 أو أقل، وقال مالين تعليقاً على هذه الصورة “إن توازن الألوان والنطاق الديناميكي تم عرضهم بخبرة، وأن المشهد يعززه وجود الشجرة في موضعها هذا”
توهج الهواء عند شاطيء Calverts على شبه جزيرة Arm Peninsula في جنوب شرق تسمانيا. يقول مالين “إن المشهد خافت بدرجة تجعله تحدياً للكاميرات الرقمية الحديثة”
لقطة بانورامية تجمع بين 32 صورة أُلتقطت للضوء البروجي، أُلتقطت الصورة من جنوب جبل المغناطيس في منتصف غرب أستراليا الغربية.
صورة عميقة من السماء لسديم “الوردة” أُلتقطت في مرصد السافانا غرب كيرنز في شمال ولاية كوينزلاند، تسعى لتحقيق تأثير ثلاثي الأبعاد قدر الإمكان، يقول المصور أن هدفه كان تصوير السديم، لا باعتباره وردة ناعمة، “ولكن باعتباره وردة جديدة، أكثر وضوحاً، جسم معدني إلى حدٍ ما.”