الشيخ سالم بن حم العامري

وُلد الشيخ سالم بن مسلم بن حم العامري عام 1925 في منطقة الصفا جنوبي الوقن، الواقعة في منطقة العين لإمارة أبوظبي، ونشأ في الصحراء، فتطبَّع بطباعها، ونهل من أخلاقها وقيمها، فكانَ عزيزَ النفس، ذا سماحةٍ ومروءة وأصالة، شديدَ التحملِ وصاحب عزيمةٍ لا تلين، وكعادة البدو ذوي النشأةِ الصحراوية، كان قويًا شجاعًا وثَّابًا، لينًا من غير ضعف، ويتمتع بصفات القائد البصير، فعرف كيف يقود قبيلته – العوامر – في فترةٍ وعرةٍ من التاريخ، وكيف يدير العلاقات ويعقد التحالفات، مهتديًا فقط بالإخلاص والوفاء لرفيقه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيَّبَ الله ثراه، حيث جمعتهما رفقةٌ أصيلةٌ ركائزها سنواتٌ من الصبا والشباب، وما تلاها من سنوات الكفاح والمعاناة في تأسيس هذه الدولة المباركة، فهو شاهدٌ على عصرٍ يمتدُّ منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى وفاته عام 2011، مما يجعله معاصرًا لفترة التأسيس واتحاد الإمارات.

ينتمي الشيخ سالم رحمه الله لقبيلة العوامر العريقة، وشغل منصب شيخ قبيلة العوامر منذ عام 1947 وحتى وفاته، ثم خلفه ابنه الشيخ مسلم بن سالم بن حم العامري ليصبح شيخ قبيلة العوامر في الإمارات، وهي قبيلة عريقة يحفلُ التاريخُ بأدوارها ومواقفها المشهودة، ولعبت القبيلة تحت رئاسة الشيخ سالم أدوارًا تاريخية في مسيرة التأسيس، وكان رحمه الله يتسم بالمواقف المشهودة، والأعمال الجليلة، وكلمة الحق والبصيرة التي تعبِّرُ عن خزين تجاربه، وقدرته على مواجهة المعضلات والصعاب، ومعالجتها بالحصافة والرأي السديد.