الكسوف الكُلي للشمس: أفضل دليل لتكون على أهبة الإستعداد
سباق الأمم للحاق بظلال القمر، اليوم الإثنين 21 أغسطس. سيكون الكسوف الكلي للشمس مرئياً عبر مسار ضيق يعبر الولايات المتحدة من ولاية أوريغون في الغرب إلى ولاية كارولينا الجنوبية في الشرق، سيكون هذا الكسوف واحداً من الظواهر السماوية التي شوهدت على نطاق واسع في الآونة الأخيرة. كان الكسوف الكُلي للشمس قديماً لديه القدرة على وقف الحروب أو تغيير مسار التاريخ، أما في هذه الأيام فإن معظم الناس تتعامل مع الكسوف الكلي على أنه مجرد فرصة ربحية للسياحة.
بالفعل أُطلق على هذا الحدث الكسوف الأمريكي “العظيم”، فقد ألهم عدداً من الكُتاب للكتابة عنه، ونُشر ما لا يقل عن أربعة كتب جديدة حتى الآن، اختيارك سوف يعتمد على ما تريده. كالرؤية التاريخية، إنه دليل شامل للأساسيات اللازمة لمراقبة هذا الحدث، أو حكايات الآخرين ممن خاضوا تجربة الوقوف فوق ظلال القمر، حكايات قصصية أو تاريخية.
كسوف الشمس الكلي هو بلا شك حدث مذهل، تكمن الإثارة في زحف القمر أمام الشمس فتتحول الأجواء إلى شيء أكثر بدائية، تحديداً عندما تتلاشى الأضواء المحيطة. اختفاء الضوء لا يعني بالضرورة غروب الشمس عندما يضفي الغلاف الجوي توهج وردي على الشفق، وإنما يعني تحول أشعة الشمس الصفراء إلى لون فضي لامع، يختلف تماماً عن أي حدث شاهدته من قبل.
ثم تأتي لحظة الكسوف الكلي ويأتي المزيد من الإثارة، كالظلام غير العادي لظلال القمر، والخيوط الرقيقة من الغلاف الجوي للشمس التي تظهر خلف القمر. ولكن الجمال الحقيقي هو عودة الشمس بما يشبه تأثير خاتم الماس، حيث تظهر الشمس على شكل خاتم ماس، مما يذكرنا بقوة سطوع الشمس قبل دقائق.
التفرد برؤية الكسوف الكلي حوله الصحفي (ديفيد بارون – David Baron) إلى كتاب (umbraphile) أو عاشق الظل، وهو شخص يسافر إلى أي مكان للوقوف في ظل القمر والاستعداد لمشاهدة كسوفاً كلياً آخر.
إن سعيه لمعرفة ما إذا كان الآخرون قد شعروا بنفس الشيء أم لا، قاده إلى مكتبة الكونجرس الأمريكية والسجلات التي تحوي المراسلات الشخصية لعلماء الفلك. وقد كانت النتيجة هي روايته (الكسوف الأمريكي – American Eclipse)
تكمن الإثارة في زحف القمر أمام الشمس فتتحول الأجواء إلى أجواءاً أكثر بدائية، تحديداً عندما تتلاشى كل الأضواء المحيطة
في لحظات الكسوف الكلي، سيكون ثمة شعور بأجواء “عيد الغطاس” وأن هناك معنى وراء ما يحدث. (فرانك كلوز – Frank Close) وثق تلك المشاعر في كتابه (الكسوف، رحلات إلى الجانب المظلم من القمر – Eclips, Journys To The Dark Side Of The Moon)
إن خياله قد أثار المعلم الذي جعله يرى الكسوف الجزئي للشمس عام 1954، وقد استغرق 45 سنة أخرى ليتسنى له رؤية الكسوف الكلي للشمس. في حين أن الحدث عام 1999 الذي مر عبر كورنوال لم يكن واضحاً تماماً ، فقد حُجب تقريباً بواسطة سحابة، إلا أنه كان مصدر إلهام Close لكتابة سلسلة خاصة ببعثات الكسوف.
كتاب آخر بعنوان (في ظل القمر – In the Shadow of the Moon) كتبه( أنتوني أفيني – Anthony Aveni) يمنحنا نظرة دقيقة لتاريخ الكسوف، إنه الكتاب الأكثر عمقًا من بين الكتب الأربعة. يبحث أنتوني عن المعنى الفلكي للكسوف قبل عصر السجلات المكتوبة.
المعنى الذي نعرفه اليوم عن الكسوف أصبح مزيج أكثر تعقيداً، وبسبب سياحة الكسوف، فإن الملايين من الناس يستوطنها خوف هائل من هذه اللحظة، بصرف النظر عن مستوى معرفتهم بالعلوم، وفي الوقت نفسه تتضاءل الأهمية العلمية للكسوف.
لا يزال هناك بعض الأبحاث التي يجب القيام بها فيما يخص طبقة الكورونا والغلاف الجوي الخارجي للشمس.
على مدار التاريخ، كان الكسوف بمثابة هبة من الله بالنسبة لبعض الباحثين في هذا المجال، ولكن في الوقت الحالي، الكثير من تلك الأبحاث تتم عن طريق الأقمار الصناعية.
ملايين الناس يستعدون لهذه المناسبة، ويجب أن نذكرهم أن لا ينظروا أبداً للشمس مباشرة دون استخدام نظارات الكسوف الواقية من الأشعة الضارة، تلك التي يمكن أن تتلف عينيك بشكل دائم. هذه النظارات موجودة على نطاق واسع على شبكة الإنترنت وبأسعار قليلة، ولكن تحقق من أنها تتوافق مع معايير السلامة.
قام كلا من( مارك ليتمان – Mark Littmann) و(فريد إسبيناك – Fred Espenak) بتخصيص فصلاً كاملاً في كتابهم لسلامة العين أثناء حدوث الكسوف الكلي للشمس.
الكتب الأربعة التي نوقشت هنا، هم الأكثر شمولاً في الجانب العلمي لمشاهدة الكسوف. و يخصصون أيضاً العديد من الفصول لأحوال الطقس وقت حدوث الكسوف، إنها حقاً كتب مرجعية رائعة.