منوعات

إذا كان الدم أحمر، فلماذا تبدو الأوردة زرقاء؟

سؤال علمي بسيط للغاية, لكنه في نفس الوقت يخطر على بالنا كثيراً. فنحن نعلم أن لون الدم أحمر، إذاً ما الذي يجعل العروق التي نراها قريبة من الجلد تبدو ذات لون أزرق أو مائل للزرقة بعض الشيء؟ أليس من المفروض أن تكون العروق الظاهرة حمراء بلون الدم الذي تحتويه؟

يعرّف الدم على أنّه السائل الذي تضخه عضلة القلب في الجهاز الوعائي بغية إيصال الأوكسجين والمواد الأخرى لخلايا الجسم.
تحوي كرية الدم الحمراء على الهيموغلوبين الذي يحوي بدوره على أربعة جزيئات من الهيم، يستطيع الهيم الواحد بواسطة جزيئة الحديد الثنائية الموجودة في وسطه ربط جزيئة الأوكسجين معها، أي أنّ الهيموغلوبين الواحد يستطيع نقل 4 جزيئات من الأوكسجين، ذلك المركب هو ما يكسب الدم لونه الأحمر كيميائيًا، أمّا فيزيائيًا فإن انعكاس موجات الضوء ذات الأطوال الموجية الموافقة للّون الأحمر بنسبة أكبر من الأطوال الموجية الأخرى هو السبب وراء اللون الأحمر للدم.

هناك خرافة تقول بأنّ اللون الأزرق للأوردة السطحية ناتج عن اللون الأزرق للدم داخل تلك الأوردة وذلك لخلوه من الأوكسجين.

سنبدأ سوياً بتحلل الموقف بالمنطق ..

الرد الذي يحضر إلى ذهن الجميع هو أن الدم يكون حامل لثانى أكسيد الكربون فى العروق فيصبح لون الدم بالأخضر أو بالازرق الفاتح

نحلل تلك الإجابة سوياً، معنى ذلك أن لون الدم أزرق فاتح بالأوردة ؟؟!! فلماذا حينما تُجرح قرب الأوردة يكون لون الدم ليس بأخضر أو بأزرق فاتح ونرى دائماً ان لونه يكون أحمر..

أحد الآراء تقول أن حينما يخرج الدم من الذراع فإنه يتفاعل مع الهواء ليخرج باللون الأحمر ! … فلنحل تلك الجملة أيضاً

حينما تقوم بأخذ عينه دم أو حينما تتبرع بالدم فإن الدم لايتعرض للهواء … وتكون النتيجة أن الدم يكون لونه أحمر ..

كل ما أحاول إثابته بالحديث السابق هو أن قول أن لون الدم فى العروق يكون لونه أخضر أو أزرق فاتح نتيجة لحمل ثانى أكسيد الكربون هو أمر مكذوب …

إذاً ما هو التفسير الصحيح ؟

يتكون الضوء الأبيض من ألوان عديدة بأطوال موجية مختلفة  (من الأحمر حتى البنفسجى) ولكل لون طول موجى حيث الأحمر يتميز بطول موجى طويل وكلما إتجهنا إلى اللون البنفسجى نُلاحظ أن الطول الموجى طولة أقل .

فالموجات الطويلة تستطيع إختراق الجلد بسهولة أكثر من القصيرة لذلك فالضوء الاحمر بإمكانه إختراق بشرتنا حتى يصل إلى الأوعية الدموية ثم يتم إمتصاصه بعد ذلك .

فى المقابل موجات قصيرة مثل البنفسجية والزرقاء لا تقوم بإختراق الجلد بشكل جيد وهذا يعنى أن تنعكس مرة آخرى لنشاهدها نحن بأعيننا دون الحصول على فرصة لإمتصاص مثل الموجات الطويلة , وهذا ما يفسر رؤية العين للون الدم بالأوعية الدموية تحت الجلد باللون الأزرق الفاتح على الرغم من أن الدم أحمر ولون الأوردة أبيض .

إذن لون الدم في الحقيقة أحمر سواء كان مؤكسج أم لا، حتى أنّ الأوردة العميقة وغير السطحية تكون ذات لون أحمر أيضاً، بالطبع يكون الدم في الأوردة أحمر كستنائي وذلك لخلوه من الأوكسجين واحتوائه على ثاني أوكسيد الكربون ولكنه أحمر في كافة الأوعية الدموية.

ذكر موقع ” businessinsider” أن الجلد يعكس الضوء الأزرق أكثر من الأحمر، والوهم البصري يزيد من تأثير ذلك، فالجلد حول الوريد يبدو أكثر احمرارًا من الوريد نفسه، وتباين الألوان يعزز من زُرقة الأوردة.

كما أن كيفية امتصاص الجلد للضوء وانعكاسه هو السبب في ظهور العروق باللون الأزرق.

ووجد العلماء أن الجلد لا يمتص الكثير من الضوء مما يجعله يبدو أبيض مع الأخذ في الاعتبار اختلاف نسبة الميلانين في الجسم. وأما الدم فيمتص الضوء من جميع الأطوال الموجية لكن الضوء الأزرق والأحمر لا يخترقان الجلد.

فإذا كان الوعاء الدموي قرب سطح الجلد فيتم امتصاص كل اللون الأزرق من الطول الموجي لذا تبدو العروق زرقاء. أما إذا كان الوعاء الدموي على عمق 0.5 مللي متر أو أكثر فلا يتم امتصاص كمية كبيرة من اللون الأزرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى