ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟
في النطاق الواسع من المشاعر الإنسانية، قد يكون الحزن من أصعب الأمور. سواء عند الاستجابة لحدث معين، نتيجة أو اكتشاف أمر ما يمكن أن يسبب شعور بالحزن والذي غالباً ما يكون مؤلماً ويمكن أن يستمر لفترة طويلة من الزمن. ومع ذلك، يبدو أن الناس يستخدمون كلمة “اكتئاب” كثيراً هذه الأيام، وغالبا ما يقولون ذلك بدلاً من “الحزن“.
الحزن والاكتئاب ليسا نفس الشيء، وعدم القدرة على التمييز بين الاثنين يعني أن الكثير من الناس لن يحصلوا على المساعدة التي يحتاجونها عندما يعانون من الاكتئاب الحقيقي، وهو حالة قابلة للعلاج.
الحزن هو من المشاعر الإنسانية الطبيعية، في حين أن الاكتئاب هو مرض عقلي غير طبيعي. وفهم الفرق بينهما مهم للغاية.
الحزن
البشر يعانون من الحزن لأسباب عدة: كموت الحيوانات الأليف المفضلة في طفولتهم، أو الدراسة بكلية لا يُحبونها، أو إنهاء علاقة حميمة مع صديقة، الخ.
عاطفة الحزن يمكن ان تتجلى في الشعور بالوحدة والحزن والعجز، ولكن لحسن الحظ، فإن الحزن لديه طريقة للتلاشي مع مرور الوقت. وهو رد فعل مؤقت على حالة معينة أو تغيير نمط الحياة، ولكنه ليس شعوراً دائماً أو مزمناً.
هذا لا يعني أن الحزن ليس مؤلماً، ففي كثير من الأحيان يدفعنا الحزن لإتخاذ قرارات مصيرية، ولكنه ليس حالة مزمنة يمكن علاجها.
إذا كنت تشعر بالحزن، يمكنك بطريقة ما انتشال نفسك للخروج من هذه “الحالة” من خلال الانخراط في الأنشطة التي تستمتع بها، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء، وصرف النظر عما يزعجك في محاولة لإعادة التوازن الطبيعي لحياتك. وأحياناً يستمر الحزن لأيام طويلة، ولكن يجب ألا نخلط بينه وبين والاكتئاب.
مخاطر الاكتئاب
السبب وراء الخلط بين هاتين الحالتين ومحاولة الناس لمعرفة كيفية التفرقة بينهما، هو أن الحزن يمكن أن يكون جزءاً كبيراً من الاكتئاب، ولكنه بعيداً كل البعد عن الأعراض الخاصة بالاكتئاب. الاكتئاب مرض يؤثر على كيمياء الدماغ عن طريق تقلبات المزاج المُزمنة والتأثير على كل شيء، بدءاً من انخفاض الطاقة إلى التقلبات المتعلقة بالشهية.
يجب أن يؤخذ الإكتئاب على محمل الجد باعتباره مرض مزمن، ولكن هناك أُناساً يَدّعون أنهم مكتئبين، وآخرون يقولون “الوقت كفيل بشفاء كل الجروح” أو” السعادة، ما هي إلا حالة ذهنية“، الخ.
تلك الأنواع من الطموحات لا طائل منها بالنسبة لشخص يعاني من الاكتئاب الحقيقي، وكذلك تكشف عن جهل واسع النطاق من الناس من حيث التفريق بين الحزن والاكتئاب.
عندما تكون مكتئباً، كل شيء يجعلك حزيناً أو غير مبالٍ. والأشياء التي تستمتع بها تُصبح كئيبة ومُملة.
عندما تكون حزيناً، عادة ما يكون هناك سبب محوري واحد، ولكن عندما تكون مكتئباً، فإن الحياة نفسها تبدو حزينة. وهذا الحزن الذي يبدو أن لا نهاية له يكتمل بمجموعة سيئة من الأعراض التي تجعل الإكتئاب أسوأ مما كان عليه. وفي الواقع، هناك 9 أعراض قياسية يسببها الاكتئاب في مجموعات مختلفة في الأفراد. معظم المتمرسين يستطيعون تشخيص الحالة بأنه “مكتئب” إذا وجده يعاني من (5) على الأقل من أصل (9) من الأعراض التالية:
أعراض الاكتئاب
-
المزاج العصبي
-
التغييرات في الوزن والشهية
-
النوم كثيراً أو عدم النوم فترة كافية
-
فقدان البهجة أو الاستمتاع عند ممارسة الأنشطة حتى تلك التي تُحبها
-
بطء الحركة وضيق الصدر على مدار الأيام
-
انخفاض مستويات الطاقة
-
الشعور بأنك عديم القيمة وانخفاض الثقة بالنفس
-
عدم القدرة على التركيز أو التفكير بشكل خلاق
-
أفكار انتحارية أو إيذاء النفس
هذه قائمة مكثفة من الأعراض، وهذه ليست سوى الأكثر شيوعاً، وكل فرد سيواجه الاكتئاب بطريقته الخاصة. الاكتئاب يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص بطريقة سلبية، مما يضر بأدائه في العمل، والعلاقات مع الشركاء والأطفال، والعلاقات الإجتماعية بصفة عامة، والاستقرار العقلي والصحة البدنية … والقائمة تطول وتطول..
المصدر
ترجمة: قمر عبد الحكيم عثمان