منوعات

أسبوع الفضاء العالمي | بداية عصر الصواريخ

روبرت هتشينجز جودارد (5 أكتوبر 1882 – 10 أغسطس، 1945)

روبرت غودارد في ورشة عمله عام 1935

كان روبرت جودارد أستاذا أمريكياً، فيزيائي ومخترع يرجع إليه الفضل في إنشاء وبناء الصواريخ الأولى التي تعمل بالوقود السائل في العالم ، وأُطلق أولها بنجاح في 16 مارس 1926. و لقد أطلق جودارد وفريقه( أصدقاء و أقارب منهم زوجته أستر عملوا معه متطوعين بدون أجر معظم الوقت و في ظروف صعبة متبرعين بأموالهم الخاصة و بمعداتهم من ورشهم الصغيرة) 34 صاروخاً بين 1926 و1941، تحقيق ارتفاعات تصل الى 2.6 كم(1.6 ميل) بسرعة وتصل إلى 885كم / ساعة(550ميلاً في الساعة. اعتبر جودارد ( بعد وفاته) بأنه المنظر والمهندس لعديد من التطورات التي جعلت رحلات الفضاء ممكنة. فما هي قصة روبرت جودارد مع الصواريخ؟

بدأت قصة روبرت مع الصواريخ في عمر السابعة عشر، عندما كان يتسلق شجرة كرز ضخمة ونظر للسماء من فوقها فأعجبه منظرها وانطلق خياله في تصوير إمكانية الوصول إليها وإرسال مركبات للفضاء والكواكب. وفي هذه اللحظة قرر روبرت أن يكرس حياته لتحقيق هذا الحلم.

وعلى الرغم من سخرية الناس من نظرياته وعدم تصديقهم أن حلمه بإرسال صواريخ للقمر يمكن أن يتحقق، أصر جودارد على استكمال عمله وتجاربه حتى استطاع بناء أول صاروخ يعمل بالوقود السائل وإطلاقه بالفعل ليرتفع 41 قدم في الهواء. ومن هنا استكمل العلماء تجارب روبرت جودارد حتى بعد وفاته وطوروا الواريخ بناء على نظرياته حتي تحقق حلمه باختراق الفضاء وزيارة الكواكب.

كان أول صاروخٍ مزودٍ بوقودٍ سائلٍ لجودارد صغير الحجم، ولم يصل لارتفاعٍ عالٍ، لكنه شكل اختلافاً جذرياً في طريقة صنع الصواريخ، فسابقاً كانت كل الصواريخ تطلق باستعمال مواد صلبة، وترجع تلك الطريقة للقرن الثالث عشر، عندما استعمل المهندسون الصينيون بودرة البنادق (gunpowder) عندما كانوا يصدون الأعداء.

بالرغم من ذلك، اعتقد جودارد أن الوقود السائل سيوفر ميزاتٍ أكثر من الميزات التي يوفرها الوقود الصلب، وتوفر الصواريخ العاملة بالوقود السائل دفعاً أكبر للوحدة الواحدة من الوقود، وتسمح للمهندسين بتحديد مدة اشتعال الصاروخ. وقد استغرق الأمر مع جودارد 17 سنةً من العمل ليقوم بأول إطلاق.

حسب تصريح ناسا، يقول جودارد في مذكراته في اليوم التالي بعد الإقلاع: “بدا الصاروخ ساحراً عندما أقلع، دون أي زيادةٍ ملحوظةٍ في الضجة أو اللهب، كما لو أن الصاروخ يقول لي: “لقد بقيت هنا لوقتٍ كافٍ، اعتقد أنني سأذهب لمكانٍ آخر، إن كنت لا تمانع”.

حلم جودارد برؤية اليوم الذي سيصبح فيه السفر بين الكواكب ممكناً، لكن ذلك اليوم لم يأتِ عندما كان حياً -توفي عام 1945- لكن الصواريخ المزودة بوقودٍ سائلٍ أصبحت مهمةً جداً في تاريخ الفضاء.

حلم جودارد برؤية اليوم الذي سيصبح فيه السفر بين الكواكب ممكناً، لكن ذلك اليوم لم يأتِ عندما كان حياً -توفي عام 1945- لكن الصواريخ المزودة بوقودٍ سائلٍ أصبحت مهمةً جداً في تاريخ الفضاء.

 

أطلق أول قمر صناعي “سبوتنك” Sputnik عام 1957، باستخدام صاروخٍ يستعمل الوقود السائل بشكلٍ جزئي، استُخدم أيضاً الوقود السائل في إطلاق صاروخ “ساترن 5” Saturn V الضخم، الذي أخذ رواد الفضاء إلى القمر في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.  

لا زال الوقود السائل هو نوع الوقود المختار للبعثات المأهولة في هذه الأيام، لأنه أكثر أماناً من الصواريخ العاملة بالوقود الصلب، بسبب إمكانية التحكم بالاحتراق عند استعماله.

ومن الصواريخ الأخرى التي استخدمت الوقود السائل في مرحلة واحدة أو عدة مراحل: صاروخ “أريان 5” Ariane 5 الأوروبي (الذي سيطلق تيليسكوب جيمس ويب James Webb التابع لناسا)، ومعززات (boosters) مركبة سويوز الروسية، وAtlas V “أطلسv”   التابع لشركة United Launch Alliance، وعائلة معززات دلتا Delta booster family، و”صاروخ فالكون9″ Falcon 9 التابع لشركة سبيس أكس SpaceX، والعديد أيضاً.

حصل جودارد على أكثر من 200 براءة اختراعٍ في حياته وبعد موته، وكان أحد أكبر أعماله اختراع الصاروخ متعدد المراحل، والذي هو أساس كل رحلة فضاء في الوقت الحاضر، يزود الصاروخ بعدة محركاتٍ وخزاناتٍ للوقود، والتي تنفصل أثناء ارتفاع الصاروخ في الغلاف الجوي.

تقول ناسا في تصريحٍ صحفي: “لم تدرك الولايات المتحدة قيمة أعمال جودارد إلا بعد وفاته، في الحقيقة وأثناء حياته، تمت السخرية من بعض أفكاره المتعلقة بالوصول للفضاء الخارجي”. وتضيف: “لكن أول رحلةٍ لصاروخٍ مزودٍ بالوقود السائل، كانت أهميتها في مجال استكشاف الفضاء مثل أهمية تحليق “الأخوين رايت” Wright brothers الأول في الهواء، وبعد 90 سنة، لا زالت براءات اختراعاته متكاملةً مع تقنيات السفر الفضائي”.


ما هو الصاروخ ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى