أبي فيودور دوستويفسكي
كتاب جديد حمل عنوان «أبي فيودور دوستويفسكي» ترجمة الدكتور أنور محمد إبراهيم ومقدمة بوريس تخوميروف. ويحكي الكتاب الذي ظهرت الطبعة الأولى له عام 1920 سيرة حياة الأديب الروسي الشهر فيودور دوستويفسكي بقلم ابنته لوبوف.
وضعت لوبوف أمام نفسها هدفاً واضحاً، هو تقديم حياة والدها كاملة للقراء، من مولده وحتى وفاته، حيث لم تكتف الكاتبة عند حدود المذكرات، اعتماداً على ذاكرتها الحادة، وإنما سعت لكتابة سيرته، ونجحت في أن تبعث الحياة في الحكايات التي سمعتها من والدتها، آنّا غريغوريفنا، حول حياتها العائلية مع الوالد، دوستويفسكي.
تضمنت الحكايات اللقاء الأول، العلاقات المتوترة مع أهل الزوج، السنوات الصعبة التي قضياها في الخارج، والأحداث التي سبقت ميلاد لوبوف فيودوروفنا دوستويفسكايا نفسها، وكذلك ما حكاه والدها لوالدتها عن طفولته من معلومات تحمل الطابع الحصري، وهو ما يرسم صورة أشمل عن الكاتب الروسي العظيم حسب ما نشرته وكالات الأنباء.
والمترجم، محمد أنور إبراهيم، حاصل على الدكتوراه في علم اللغة والأدب الروسي من جامعة موسكو، عضو اتحاد كتاب مصر، وعضو اللجنة الاستشارية العليا في المركز القومي للترجمة، وحاصل على وسام الشرف من روسيا عام 2005. وله ترجمات عديدة عن اللغة الروسية من بينها: تاريخ القرصنة في العالم، نساء في حياة دوستويفسكي وغيرها.
يذكر أن دوستويفسكي مواليد موسكو عام ،1821 وتوفي في طرسبورغ عام 1881، هو روائي وكاتب قصص قصيرة وصحفي وفيلسوف من أشهر الكُتاب والمؤلفين حول العالم. تحتوي رواياته فهماً عميقاً للنفس البشرية كما تقدم تحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والاجتماعية والروحية داخل روسيا في القرن التاسع عشر، وتتعامل مع مجموعة متنوعة من المواضيع الفلسفية والسياسية. تعرض الكاتب للاضطهاد زمن القيصرية، نفي وحكم عليه بالإعدام، ولكن لم تنكسر إرادته.
وكان العالم العربي قد عرف منذ النصف الثاني من القرن الماضي كثافة في ترجمة أعمال فيودور دوستويفسكي إلى اللغة العربية، وخاصة إصدارات دار رادوغا في الاتحاد السوفييتي. ومن أشهر رواياته التي عرفها العالم العربي: الأبله، الإخوة كارمازوف، الجريمة والعقاب، المراهق
عام 1921، كتبت ليوبوف فيودور دوستويفسكي (1869 – 1926)، ابنة الروائي الروسي، (1821 -1881) وزوجته آنا دراسةً ذات طابع أدبي وشخصي عن تجربة والدها كاتباً وأباً إلى جانب سيرة حياته الخاصة. كانت الكاتبة معروفة لفترة باسم إيميه دستويفسكي، ونشرت كتابها تحت هذا الاسم، وقد صدرت مؤخّراً ترجمة عربية له تحت عنوان “أبي فيودور دوستويفسكي” عن “الدار المصرية اللبنانية” بترجمة أنور محمد إبراهيم.
صدر الكتاب في نسخته الأولى عن “منشورات جامعة يال” في 1922، أي في العام التالي لمئوية ميلاد صاحب “الجريمة والعقاب” و”الإخوة كارامازوف”، ويتضمن رأي صاحبته ككاتبة في تجربة والدها الأدبية، إلى جانب سرد لحياته الشخصية وأبرز المنعطفات فيها، كالمعتقل والحياة العامة والأحلام والأزمات ومشاريعه، ما أنجز منها وما ظل حلماً.
وتفرد الكاتبة مساحة لمراسلات دوستويفسكي مع تولستوي، وما تكشفه من آراء كل منهما عن أدب الآخر، وعلاقتهما بالصديق المشترك والرسول بينهما المفكّر الروسي نيوكلاي ستراخوف، رغم أن الاثنين لم يلتقيا أبداً، كما تفرد فصلاً لعلاقته بالروائي إيفان تورجنيف.
تبدأ فصول الكتاب بتتبّع أصول عائلة دوستويفكسي، وطفولته ومراهقته، ثم خطواته الأولى في الأدب، وحياة السجن التي عاشها، وحياته كجندي، وماذا تعلّم من تجربة الإدانة والاعتقال، وزواجه الأول، وصداقاته الأدبية، وشخصيته كرب عائلة، وأسفاره ورحلاته، والسنة الأخيرة في حياته ثم رحيله، وتفاصيل كثيرة أخرى.
وضعت ليوبوف فيودور دوستويفسكي بعض الكتب التي تتبّعت حياتها في المهجر حيث تركت منزل والدتها التي لم تكن تتّفق معها، وأصدرت رواية واحدة بعنوان “المهاجر”، ورحلت وحيدةً في إيطاليا بمرض فقر الدم الخبيث.