إسرائيل تعبر عن ارتياحها لموقف ترامب من اتفاق إيران النووي لكنها تشكك في طهران
عبرت إسرائيل عن ارتياحها إزاء إعلان مرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة 13 أكتوبر الجاري عن خطوات كبرى ضد الاتفاق النووي مع إيران لكنها أبدت تشككها في أن يغير ذلك موقف طهران.
وفي حين أن انزعاج البيت الأبيض من الاتفاق الموقع عام 2015 قد يكون مريحاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فإن حكومته تدرك حدود أي عمل تقوم به الولايات المتحدة من جانب واحد في مواجهة معارضة القوى العالمية الكبرى الأخرى الموقعة على الاتفاق.
ويتساءل بعض المسؤولين الإسرائيليين بهدوء عما إذا كانت واشنطن لديها الرغبة في الاستمرار ويشيرون إلى ما يرون أنها جهود أمريكية غير كافية لوقف تغلغل القوات المتحالفة مع إيران في سوريا لمساعدة دمشق في الحرب الأهلية.
ومن المتوقع أن يقول ترامب في كلمته إنه لن يجدد التصديق على الاتفاق النووي في ضوء مشروعات إيران المتعلقة بالصواريخ الباليستية وتدخلها في بؤر مضطربة بالمنطقة. ومن شأن ذلك أن يمهل الكونغرس 60 يوماً لاتخاذ قرار بشأن إعادة فرض عقوبات على طهران كانت واشنطن علقتها مقابل تقليص البرنامج النووي الإيراني.
ورفض متحدثون باسم نتنياهو التعليق على الخطاب المرتقب. وعبر وزير إسرائيلي ينتمي إلى حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو عن سعادته بتصميم ترامب لكنه أشار فيما يبدو إلى الخلافات الحزبية العميقة التي تحيط بالإدارة الأمريكية.
وقال الوزير تساحي هنجبي لمحطة راديو تل أبيب 102 إف.إم “النتيجة التي قد تحدث وهي النتيجة الإيجابية الوحيدة التي يمكن أن نراها في هذه المرحلة هي أن يتمكن الكونجرس من الاتفاق على عقوبات جديدة صارمة”.
وأضاف “سيضع ذلك شركات دولية عملاقة كثيرة تتدفق على الإيرانيين… في مأزق الاختيار بين الإيرانيين والتجارة مع أكبر اقتصاد في العالم وهو الاقتصاد الأمريكي”.
نتنياهو: “أصلحوه أو ارفضوه”
وخاض نتنياهو حملة شديدة ضد الاتفاق النووي وألقى كلمة في الكونغرس قبل قليل من توقيعه مما أثار غضب الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي حث نتنياهو القوى العالمية التي توصلت إلى الاتفاق على “إصلاحه أو رفضه”. ودعا أيضاً إلى إلغاء بند رئيسي يرفع القيود على المشروعات النووية الإيرانية بعد سنوات.
وبسؤاله عن هذا البند لم يشر تساحي هنجبي إلى أن إسرائيل تعتقد أنه سيخضع للمراجعة. وأشار إلى المقاومة التي واجهتها إجراءات ترامب الجديدة من القوى الأوروبية وروسيا وإيران التي هددت بالانسحاب من الاتفاق النووي إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضدها.
وأكد تساحي هنجبي أن إيران “لن تستسلم على الإطلاق بمعنى ليس فقط خلال 60 يوما لكن أيضا خلال 60 شهرا أو 60 عاما لأنهم لا يعتقدون حقيقة أن العالم سيغير المسار. هم بالأحرى ينظرون بسخرية إلى الولايات المتحدة”.
لكنه أضاف “إذا غيرت الولايات المتحدة المسار وبدأت في عملية بناء نزع الشرعية عن الاتفاق فقد ينضم العالم أو جزء من الغرب إلى عملية قد تستغرق وقتا… لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه حتى تزول مخاطر هذا الاتفاق”.
ويعتقد أن إسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ولديها نحو 200 رأس حربي نووي وترى أن نشاط إيران النووي يمثل تهديدا لوجهوها. وترفض إسرائيل تأكيد أو نفي امتلاكها لأسلحة نووية.
وثمة انقسام داخل إسرائيل بشأن الاتفاق النووي مع تأييد عدد من مستشاري نتنياهو السابقين له على مضض. وقال وزير دفاعه السابق إيهود باراك لصحيفة نيويورك تايمز يوم الأربعاء “مثل كثير من الإسرائيليين أعتقد أن اتفاق إيران اتفاق سيء. لكنه اتفاق مبرم”.
وحذر باراك من أن أي انسحاب أمريكي من الاتفاق لن تتبعه القوى العالمية الأخرى قد يدفع إيران، التي تنفي السعي لامتلاك أسلحة نووية، للسعي إلى امتلاك قنبلة نووية.
ووصف تساحي هنجبي مثل هذه التوقعات بأنها “هراء”.
وقال “لا مصلحة لإيران في الانسحاب من الاتفاق لأن ذلك سيوحد على الفور روسيا والصين مع الولايات المتحدة” ضدها. وأشار إلى أن الإيرانيين، كما يقول مفتشو الأمم المتحدة، “لم يتزحزحوا كثيرا عن التزاماتهم بموجب الاتفاق”.
اقرأ أيضاً
- قائمة الـ 10 دول التي تمتلك أقوى الأسلحة النووية في العالم
- خلاف بين “نتنياهو” والموساد بشأن النووي الإيراني
- بعد اجتماع عربي لبحث أضراره.. تعرف على أخطر مفاعل نووي إسرائيلي