منوعات

دراسة جديدة تؤكد أن [الجلوس عادة مُميتة]

يرى باحثون أن الوقوف لبعض الوقت أو مجرد أكل تفاحة أكثر نفعا للجسم لأنهما يجعلانه يتحرك ويحرق سعرات حرارية أكثر من الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر أو جهاز التلفزيون.

كشفت دراسة أميركية حديثة أن الحركة من وضع الثبات كل 30 دقيقة تحدّ من مخاطر الإصابة بالأمراض الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة خاصة لدى كبار السن.

إذا كنت تقدر حياتك حقاً، يجب عليك الوقوف والتحرك الآن. قضاء الكثير من الوقت على الأريكة -أو على كرسي المكتب- قد يكون السبب في موتك. وفقاً لتقرير نُشر في مجلة سجلات الطب الباطني.

لقد عرفنا بالفعل أن أساليب الحياة المستقرة التي أصبحت أكثر شيوعاً في مجتمعات ما بعد الصناعة كانت أساليب سيئة بالنسبة لنا، ولكن الدراسة التي أجراها كيث دياز في جامعة كولومبيا والزملاء الآخرين تربط بين الافتقار إلى الحركة والموت.

الجلوس 30 دقيقة كأقصى تقدير يقلل خطر الموت

قام الباحثون بعمل دراسة على ما يقرب من 8000 حالة من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 وما فوق لفهم العلاقة بين نمط الحياة المستقر والموت لأي سبب من الأسباب (أو ما يسميه الباحثون “الوفاة لجميع الأسباب”)

في حين أن قياس معدل الوفاة لجميع الأسباب لن يكشف لنا عن الآليات المباشرة التي تربط بين الجلوس والوفاة، إلا أنه يشير وبقوة إلى وجود علاقة قوية بينهم.

وكثيراً ما كانت الدراسات السابقة المماثلة تعتمد على مستويات النشاط المبلغ عنها ذاتياً، ولكن هذه الدراسة تعتمد بدرجة كبيرة على جهاز قياس التسارع، وهي تقنية تستشعر تحركات الشخص المعني على مدار اليوم من أجل إعطاء مقياس دقيق لأوقات الجلوس.

ومن ضمن 16 ساعة كان فيها المشاركون مستيقظين فإنهم قضوا 12.3 ساعة في وضع الجلوس وفق بيانات أدلت بها الدراسة.

وعلى مدى ما يقرب من 4 سنوات من الدراسة، توفي 340 مشاركاً. وعرف الباحثون علاقة “الجرعة والاستجابة” بين خطر الوفاة ومقدار وقت القعود، أي أنه كلما أطلت فترة الجلوس كلما اقتربت من الموت أكثر فأكثر.

ويقول الباحثون إن التأثير مستقل عن العوامل الأخرى مثل العمر والجنس والعرق ومؤشر كتلة الجسم وعادات ممارسة الرياضة.

فضلاً عن مجمل عدد ساعات الجلوس، فإن الوقت المستحق فعلاً للجلوس له دوراً هاماً. ومن المثير للاهتمام -حسب الفريق- أن البالغين الذين حافظوا على نوبات الجلوس إلى أقل من 30 دقيقة في كل مرة كانوا أقل عرضة للموت.

ونصح الباحثون الأشخاص باتخاذ العديد من الممارسات اليومية للتقليل من الجلوس كالمشي أثناء التحدث في الهاتف وصعود الدرج بدلا من المصعد الكهربائي.

وقال البروفيسور إنجو فروبوزه أن الجلوس طويلا لا يؤدي إلى تدهور البنية العضلية فحسب بل يرفع أيضا خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وكانت دراسة سابقة أجريت على أكثر من مليار شخص في 54 دولة حول العالم حذرت من الأخطار الصحية المترتبة عن الجلوس لفترات طويلة؛ إذ أنه يزيد من مخاطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب التي تقود إلى الوفاة المبكرة.

و لتجنب هذه المخاطر يوصي فروبوزه الأستاذ بالجامعة الألمانية للعلوم الرياضية موظفي العمل المكتبي بالنهوض بصفة منتظمة كل ساعة تقريبا أو كل ساعتين على أقصى تقدير وإجراء تمارين الإطالة بقوة في كل الاتجاهات.

ومن المفيد أيضا وضع الأدوات المكتبية، مثل الطابعة، بعيدا عن المكتب بعض الشيء كي يتوجّب على الموظف النهوض والذهاب إلى الطابعة لإحضار المستندات المطبوعة. ولتعويض ساعات الجلوس الطويلة ينبغي على موظفي العمل المكتبي المواظبة على ممارسة الرياضة بعد انتهاء الدوام وفي عطلة نهاية الأسبوع.

وشدد دونستان ديفيدديفيد دونستان، أستاذ مشارك ورئيس مختبر النشاط البدني في بيكر، معهد القلب والسكري، “آي دي آي” في ملبورن بأستراليا، على أهمية النشاط اليومي حتى خلال الدوام بالمكاتب.

وأكد أن الجلوس لساعات طويلة يزيد من خطر مرض السكري وبعض أنواع السرطان وأمراض القلب والموت المبكر.

وبتكليف من هيئة الصحة العامة بإنجلترا استغرقت مجموعة دولية من خبراء من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا عدة أشهر لاستعراض الأدلة القائمة والمقارنة بين تأثيرات الخمول المكتبي والنشاط المنتظم. وكان هناك الكثير من النقاشات والعديد من التنقيحات قبل الوصول إلى التوصيات النهائية.

الحركة كل نصف ساعة تحمي من أمراض الجلوس الطويل

وتتركز جملة التوجيهات في:

كسر نسق الجلوس المتواصل والنهوض للمشي أو القيام ببعض الحركات لتنشيط العضلات المشدودة وتجنب الوقوف دون حركة لفترات طويلة والتي قد تكون ضارة تماما مثل الجلوس لفترات طويلة. المراوحة بين الجلوس والوقوف والحركة لتعويد الأعضاء والعضلات على المرونة وتخفيف حدة التعب.

وتم تحذير الموظفين حول الأخطار المحتملة من الوقت الكثير الذي يقضونه في الجلوس سواء في العمل أو في المنزل.

وتستند هذه التوصيات إلى حدّ كبير على الدراسات الرصدية وبيّنت أن أخذ فواصل بين فترات الجلوس يقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب واضطرابات التمثيل الغذائي مثل مرض السكري.

وأوضح الباحثون أن مجرد قضاء أربع ساعات متتالية على نفس الكرسي لها من الضرر الكثير على العضلات وعلى الظهر وهي تزيد من تجمّع الدم في الساقين والقدمين وتجعلهم أرضية صالحة للإصابة بالدوالي. وشدد القائمون بالدراسة على أن البالغين الذين يجلسون لمدة عشر ساعات يوميا يزيد لديهم خطر التعرض لما يقدر بـ 34 بالمئة من الموت المبكر، حتى لو كانوا يمارسون الرياضة بشكل منتظم.

ونقلا عن الموقع الألماني دوتشه فيله أكدت دراسة بريطانية ضرورة مزاولة النساء للرياضة بصفة منتظمة بعد أن توصلت إلى أن الجلوس لفترات طويلة يعجّل تقدم النساء في السن.

وجاء في الدراسة التي نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن جلوس النساء لأكثر من 10 ساعات يجعلهن يتقدمن في السن بمعدل 8 أعوام مقارنة بالمعدل الطبيعي.

وخلص الباحثون الذين تتبعوا حركة 1481 سيدة يبلغن من العمر أكثر من 64 عاما إلى وجود علاقة قوية بين الجلوس لفترات طويلة وتقدم خلايا الجسم في السنّ بصورة مبكرة. وأكدت الدراسة أن الجلوس لفترات طويلة يعمل أيضا على زيادة خطر الإصابة بأمراض السرطان والسكّري والقلب.

وأوضح الباحثون أن ممارسة أيّ نشاط بدني لمدة نصف ساعة، مثل المشي أو ركوب الدراجة، كاف للقضاء على التأثير الضار للجلوس خلال اليوم.

ومع ذلك قال الباحثون إن عددا ضئيلا من الناس يمارس نشاطا بدنيا، وأشار الخبراء إلى أن نتائج هذه الدراسة يجب أن تكون بمثابة إنذار للذين يجلسون ساعات طويلة دون حراك. وبيّنوا أن المواطنين في بريطانيا يجلسون بمعدل 9 ساعات يوميا.

وقال ستيوارت بيدل بروفيسور في علم النفس في جامعة لوفبوروه البريطانية “الجلسات المطوّلة ليست جيدة للصحة والأسوأ أن الكثيرين يعتقدون أنهم أشخاص ذوو حركة بينما هم في الحقيقة ليسوا كذلك.. الناس عادة ما يخلطون بين كلمة ‘نمط حياة كثير الجلوس” و نمط حياة دون رياضة’ ولكن الحقيقة هي إذا كان الشخص يذهب للنادي الرياضي أو يمشي يوميا لمدة 30 إلى 45 دقيقة ثم يجلس بقية اليوم فهذا هو نمط الحياة كثير الجلوس”.

ويشدّد العلماء على أنه بإمكان الإنسان كسر الروتين وعدم الجلوس على المكتب بأخذ استراحات والوقوف والمشي قدر المستطاع.

وأظهرت الدراسات التي أجريت على الفئران أن المواد الإيجابية التي تلعب فيها العضلات دورا في الأيض والسكّر ودهون الجسم فقط عندما تتحرك. هذه المواد تنتج عندما تتحرك العضلات مثلا عند المشي أو الحركة، وعند الجلوس فإن عمليات الأيض تبطئ حركتها كثيرا.

وهذا سيؤدي على المدى الطويل للإصابة بأمراض مثل السكري وفق بيدل، ولكن المهم الانتباه إلى أن الأشخاص الذين يتحرّكون كل نصف ساعة معرضون بشكل أقل لهذه المخاطر.

الحركة المستمرة مهمة للإبقاء على وقفة جسم صحية، وفق المتحدث الرسمي باسم جمعية العلاج الطبيعي البريطانية سامي مارغو، الذي يقول إن العمود الفقري لم يصمم لقضاء ساعات طويلة في وضعية الجلوس، وذلك قد يدمّر وضعية العمود ويؤثر في التنفس وعمليات الهضم.

العمود الفقري الصحي يكون في شكل حرف S، ولكن الجلوس يدفع الجزء المنحني الأسفل القطني ليصبح العمود في شكل حرف C؛ حيث أن عضلات البطن والظهر التي صممت لدعم الجسم تصبح غير مستعملة. ومع مرور الوقت هذه العضلات تصبح ضعيفة جدا، إذ لا تستطيع دعم العمود الفقري بفعالية وهنا تحدث آلام الظهر.

وأضاف بيدل “عندما تكون الركبتين في درجة تسعين عند الجلوس، فإن أوتار الركبة وعضلات الورك القابضة تصبح هشة وعضلات المؤخرة تتمدد.. هذا يؤدي إلى انشداد العضلات والمفاصل إلى درجة تصبح حركة الجسم أقل حرية ويصبح الجسم معرضا بشكل أكبر إلى الآلام والإصابات”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى